من الصعب على الإنسان ، أن يتحمل اللوم مرة واحدة ، فكيف إذا تكرر اللوم لك عدة مرات وتكون الصعوبة أكبر حينما يأتيك اللوم من شخص بينك وبينه مودة وصحبة خالصة هنا يكون الألم والمرارة ، النفوس بطبيعتها مرهفة حساسة ، ليست كل نفس تتحمل اللوم والتجريح ، لأن ذلك يؤلمها ، واللوم المر هو الذى يمزق وشائج الحب بين الطرفين. هناك فرق بين اللوم والنصيحة ، فحينما تنصح إنسان عزيز عليك فقط تنبهه لأمر ما كى يأخذ حذره وإحتياطه ، حتى لايقع فى مشكلة أو موقف يؤذيه أما اللوم ، فهو إنتقاد حاد للنفس ، يتعبها ويدميها .
فليتق الإنسان الله تعالى فى تصرفاته ، وقبل أن يلوم صاحبه لأى أمر عليه أن يحسب لكل شىء حساب وماتأثير هذا اللوم عليه ، حينما تفقد شخص ربطتك به عشرة طويلة ، بسبب لومك المتكرر له ، من الصعب عودة المحبة كمابدأت ، بل تكون أصحابتها خدوش ، لايمكن معالجتها مع الزمن بل سوف تبقى إلى الأبد ..
اللهم ألهمنا دايما الصواب فى كل أفعالنا وتصرفاتنا ، وأن نحرص على صون المحبة من أى خدوش أو أذى ، يلحق بنفوسنا فالله سبحانه وتعالى قد أقسم بالنفس اللوامة فى سورة القيامة الآية رقم (2) بقوله تعالى : (( ولا أقسم بالنفس اللوامة )) صدق الله العظيم .