الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-20, 06:59 AM   #64
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:21 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 56 »

السيرة النبوية العطرة (( الصحابي خباب بن الأرت - رضي الله عنه -))

خباب - رضي الله عنه - من السابقين إلى الإسلام، وكان من المستضعفين الذين عُذّبوا ليتركوا الإسلام ،سبُي صغيرا من قبيلته تميم، وبيع في مكة فاشترته أم أنمار الخزاعية ، فكان يعمل عند أم أنمار

[[ الشقية الظالمة ]] ،أسلم خباب وهو عندها، فلما علمت بإسلامه كانت تعذبه عذابا لم يخطر على بال بشر ، كانت تأمر غلمانها [[ العبيد عندها ]]،

أن يشعلوا لها الجمر ثم تأمرهم أن يحملوا خبابا، يجردونه من ثيابه ثم تقول : ضعوه على الجمر على ظهره، ثم تجلس بجانبه هذه الشقية وتقول : واللات والعزى لا أتركك حتى أسمع طشيش الجمر في أذني [[ يعني لحتى لحمك يذوب ويطفي الجمر على جسدك ]] ويغيب - رضي الله عنه - عن الوعي ، و هذه الشقية جالسة بجانبه حتى تسمع طشيش الجمر .


[[ لا يوجد منافقين في العهد المكي، كان إيمان الصحابة صادقا، لكن البعض منهم يخفي إيمانه خوفا من التعذيب ]]

ولكن النفس مع التعذيب تضعف ، فنحن بشر ، فلما عاد لوعيه بعد الغيبوبة ، ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان جالساً في حِجر الكعبة وإلى جانبه أبو بكر الصديق . وقال خباب:

بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، إلى متى نعاني هذا ؟؟ وأشار بإصبعه على ظهره ، ألا تستنصر لنا ؟ [[ يعني تدعي الله أن يخفف العذاب عنا ]]


فقال عليه السلام : "ماذا لقيتم في سبيل الله يا خباب ؟

[[يعني أتعتبر هذا عذابا ؟ ]] لقد كان فيمن قبلكم يؤتى بالرجل ، فتحفر له الحفرة، ثم يوضع المنشار على رأسه حتى يخرج إلى ما بين فخذيه [[ يعني يقصوه من النص]]

لا يرده ذلك عن دينه ، كان يؤتى بالرجل فيمشط بماشط الحديد ، لحمه وعصبه دون عظمه وهو حي إلى أن يفارق ، لا يرده ذلك عن سبيل الله .

فماذا لقيتم أنتم ؟!! والذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر [[ دين الإسلام ]]حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه [[ كناية على الأمن و الطمأنينة و نشر الإسلام ]] ،

ولكنكم تستعجلون " .
فانكمش خباب ، وتعلم درسا هو وكل المسلمين ؛ أن غاية الأدب الصبر على مراد الله و الرضا بقضاء الله، وانصرف خباب من المكان والحزن في عينيه . يقول أبو بكر : فلما مضى خباب فما راعني إلا والنبي رفع يديه إلى السماء والدموع في عينيه يبكي حزناً على خباب ، وقال : اللهم انصر خبابا ، اللهم انصر خبابا .
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

كان يربي رجالا هم من سيحملون هذا الدين، وينقلونه إلى مليارات المسلمين بعده ، لا يوجد دلال في مرحلة العهد المكي ، لا يوجد فيها قتال ، ولم يأذن الله بالقتال فيها ، ولا أن تدافع عن أخيك المسلم ، لم يأذن الله بالقتال إلا في المدينة .. [[ أراد الله أن ينشأ الصحابة على التربية العقدية قبل القتالية ، جهاد النفس قبل الجهاد في سبيل الله، جهاد النفس الذي غاب عن الكثير منا اليوم ، قال تعالى : {{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }} ،

وورد في تفسير هذه أنه لا يقصد " بالجهاد " القتال هنا ، لأن الله شرع جهاد المشركين في المدينة ، الآية هنا تقصد " جهاد النفس " ]] .


. . . بعدها يروى أنّ أم أنمار سيدة خباب قد أصيبت بمرض الصرع ، فصارت تعوي مثل الكلاب ، فأحضروا لها الكاهن ، فلما كشف عليها قال : في داخلها جني لا يخرج حتى تُحمّى جفنة من نحاس وتوضع على رأسها .فاجتمع أولادها وإخوتها وقرروا ، تطبيق ما قاله الكاهن ، فأحضروا وعاء من نحاس ووضعوه على النار. هنا ترددوا ،، من يضعه على رأسها ؟؟!!

خافوا . فقالوا للخدم : ألا يوجد منكم غلام يفعل ذلك ؟ فقال خباب :إن شئتم أنا . قالوا له : أجل يا خباب افعل . فأخذ الوعاء بالملقط ، ووضعه على رأسها ، فانفجرت دماغها وسقطت ميتة .
وهكذا نصر الله خبابا ، و استُجيبت دعوة - الرسول صلى الله عليه وسلم - وقد تم وعد رسول الله ، وخرج الناس رجالا ونساء من صنعاء لحضرموت لا يخشون إلا الله والذئب على الغنم. . . بشارات الله لرسوله تحققت ... انتصر الإسلام و انتشر ، ونحن لنا وعد من الله ورسوله ، ويجب أن يزيد إيماننا ويقوى لأن وعد الله حق ،
أتعلمون ما هو ؟

" لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ ، فيقتلُهم المسلمون ، حتى يختبيءَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ و الشجرِ ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ : يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديٌّ خلفي ، فتعالَ فاقْتلْه . إلا الغَرْقَدَ ، فإنه من شجرِ اليهودِ "
يا رب إنك لبالمرصاد ، وبأسك عن المجرمين لا يرد ، فيا رب عجّل بالنصر على اليهود .
____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم