الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-20, 07:08 AM   #65
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:08 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 57 »

السيرة النبوية العطرة (( الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – أوّل من جهر بالقرآن ))
_____

هذا الصحابي الجليل، في قصته العبرة والموعظة ، وهي رسالة إلى المستضعفين في الأرض إلى المظلومين ، فلا تعتقدوا أن الله غافل عما يعمل الظالمون . من هو هذا الصحابي ؟؟ فلنسمع من حبيب القلوب - صلى الله عليه وسلم - لنعرف قدره .

قال عليه الصلاة و السلام :
{{ مَن أحب أن يسمع القرآن غضاً طرياً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد }} . [[ كان يُعرف بهذا اللقب لأن اسمه عبدالله وأمه تكنى به ]] عبدالله بن مسعود كان يقرأ القرآن بصوت جميل كما يقرأه جبريل ؛ غضاً طرياً كأنه يتنزل من الوحي الآن .
كان رضي الله عنه كما وصفه الصحابة [[ قصيرا ، أسمر اللون ، نحيف الجسد ]] ، وكان يعمل في رعاية الغنم ، وكانت قريش تعامل الناس على الأمور الظاهرة ، وبما أن ابن مسعود بهذه الأوصاف ، لم تسمح لنفسها أن تسميه [[ راعي غنم ]]
فأطلقوا عليه اسم رويعي الغنم [[ يعني أقل من مستوى راعي الغنم ، يعني راع مصغر ، فأغلب رعيه للغنم صيفا خوفا من شدة الرياح كما يُروى ]]

نأخذ صورة أخرى صادقة عن نحافته وصغر جسمه وكيف كان ملفتا للنظر في أعين الناس !!! لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وكان واقفا في بستان أبي طلحة الأنصاري ،فوقع نظر الحبيب - صلى الله عليه وسلم - على قطف رطب ، فيدرك ذلك أبو طلحة [[ يعني الرسول رأى قطف رطب على النخلة ، من نظرته عرف الصحابة أن النبي أحب أن يأكل منه ]]فقال أبو طلحة : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، هل أحضره لك ؟!! قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : نعم لا بأس .
فأسرع ابن مسعود إليه قبل أبي طلحة ليكون هو من يحضر القطف للنبي، فصعد للنخلة متسلقاً عليها والصحابة كلهم ينظرون إليه ، فلما ارتفع كشف عن ثوبه فرأوا ساقي ابن مسعود [[ كأنهما إصبعان من نحافتهما ]] ،
فضحك الصحابة بصوت مسموع .

[[ ضحك الصحابة لأن ابن مسعود كما وصفته لكم ، نسميهم في زماننا قطعته صغيرة ، و أي إنسان فيه هذه الصفات ، يكون في حركاته خفة دم ، وحركته كيف أسرع وسبق أبو طلحة وصعد الشجرة قبله ورأوا ساقيه ونحافته ، فضحك الصحابة ]] فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : أتضحكون من دقة ساقي عبد الله ؟!! والذي نفس محمد بيده لهما أثقل في الميزان من أحد .
كان أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام عبد الله بن مسعود، اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يُجهر لها به قط، إلا منك يا رسول الله، فمن رجل يسمعهم؟ فقال عبد الله بن مسعود: أنا، فقالوا: إنا نخشاهم عليك ، إنما نريد رجلا له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه، فقال: دعوني فإن الله سيمنعني، فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها حتى قام عند المقام، فقال رافعا صوته : بسم الله الرحمن الرحيم: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْءانَ . . . }
(الرحمن: 1، 2)، فجعلوا يقولون: ما يقول ابن أم عبد؟ ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، فقاموا فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا: هذا الذي خشينا عليك، فقال: ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غدا، قالوا: حسبك قد أسمعتهم ما يكرهون.
وفي رواية ضعّفها بعضهم :

يُحكى أنّ فرعون هذه الأمّة، أبا جهل – وكان حجمه كالبغل لعنه الله – قد رفع عبد الله بن مسعود من أذنه مرات حتى قطعها ، وقال : يا ابن أم عبد ، يا رويعي الغنم ، لم نسمع هذا من محمد بن عبدالمطلب حتى نسمعه منك أنت ؟؟!!! . . . فحمل أذنه المقطوعة بيده - رضي الله عنه - وجاء بها إلى النبي والدماء تسيل على خده ، فاستقبله ضاحكاً وقال : هاتِ يا ابن مسعود ، فأعطاه إياها والحزن على وجهه ، فنظر النبي إليه وهو يبتسم وقال له : ألا يرضيك الأذن بالأذن والرأس زيادة ؟

قال : بلى يا رسول الله ، رضيت [[ وهو لا يدري ما معنى ما يقول الرسول له ]] وأخذ - صلى الله عليه وسلم - الأذن ووضعها في مكانها ثم بل إصبعه الشريف بريقه - صلى الله عليه وسلم - ومشى به على آثار الجرح .. فالتأم الجرح .

ومضت الأيام حتى كان يوم بدر،. . .

وقع أبو جهل على الأرض في بدر و كله جراح ، اقترب عبد الله بن مسعود منه ، ووضع قدمه على عنقه ، وصعد بساقيه النحيفتين على صدر أبي جهل . فقال له أبو جهل : لقدر رقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم ،ثم أجهز عليه عبد الله بن مسعود ، وقطع رأسه ، و ثقب أذنه ، وربطها بحبل ، وجر رأس أبي جهل إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – فقال له النبي : [[أرضيت يا ابن مسعود ؛ هذه أذن بإذن والرأس زيادة ]] .
أما ما ورد في الصحيح عن مقتل أبي جهل حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه أتى أبا جهل وبه رمق يوم بدر، فق


ال أبو جهل: هل أعمد من رجل قتلتموه ؟؟

وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : من ينظر ما صنع أبو جهل؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، قال: أأنت، أبو جهل؟ قال: فأخذ بلحيته، قال: وهل فوق رجل قتلتموه، أو رجل قتله قوم . فهذا القدر المختصر ثابت في الصحيحين.

ختاما يقول حبيبنا – صلى الله عليه وسلم - : {{ إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته }} ، هؤلاء الطغاة الذين يقتلون ويذبحون الناس بلا رحمة ولا شفقة ، سيلقون نصيبهم من العذاب ، والله غالب على أمره ، وعد الله ورسوله حق يا أمة الحبيب محمد ، والفرج قريب بإذن الله .
_______________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم