الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-20, 07:10 AM   #66
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:08 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 58 »

السيرة النبوية العطرة (( الزبانية وأبو جهل ))
_____
أبو جهل فرعون هذه الأمّة كان يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - عزيزا في قومه، الضعفاء يعذبون ، ومحمد لا أحد يتعرض له إلا بالاستهزاء ، فقال في نفسه: [[ هذا لا يكفي ]]،

فجاء إلى النبي يوما وهو يصلي عند الكعبة ، [[ والصلاة في هذا الوقت بالفروض الخمس لم تُفرض بعد ؛ ولكن أغلب أهل العلم قالوا إن المقصود بالصلاة قبل الإسراء و المعراج ركعتان في النهار و مثلهما في الليل و الله أعلم ]]،
فلما فرغ من صلاته قال أبو جهل : يا محمد ، لقد فارقت دين آبائنا ، وسفهت أحلامنا ، وعبت آلهتنا ، فلماذا تصلي عند كعبتنا ؟!!

اسمع يا محمد ، أنا أنهاك أن تصلي ها هنا ، وإن رأيتك تصلي نالك مني ما لا ترضى . فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، في وجه أبي جهل وزجره وتوعده إن أعاد مرة أخرى تهديده له، فسوف يلقى من النبي ما لا يرضاه ، فغضب أبو جهل ، واعتز بقومه وعددهم قائلا : أنت تهددني ونحن أكثر أهل قريش نادياً ؟!![[ يعني عشيرة ورجال]] ،
وأدار وجهه وانصرف وهو يهدد ويتوعد النبي : إن جئت مرة ثانية تصلي لأفعلن كذا وكذا . . .
قَالَ تَعَالَى:
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى} نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْلٍ، لَعَنَهُ اللَّهُ، تَوَعَّدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّلَاةِ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَوَعَظَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أَوَّلًا فَقَالَ:
{أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى} أَيْ: فَمَا ظَنُّكَ إِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي تَنْهَاهُ " محمد " عَلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمَةِ فِي فِعْلِهِ، أَوْ {أَمَرَ بِالتَّقْوَى} بِقَوْلِهِ، وَأَنْتَ تَزْجُرُهُ وَتَتَوَعَّدُهُ عَلَى صِلَاتِهِ!! وَلِهَذَا قَالَ:
{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} أَيْ: أَمَا عَلِمَ هَذَا النَّاهِي – أبو جهل - لِهَذَا الْمُهْتَدِي، - محمد - أَنَّ اللَّهَ يَرَاهُ، وَيَسْمَعُ كَلَامَهُ، وَسَيُجَازِيهِ عَلَى فِعْلِهِ أَتَمَّ الْجَزَاءِ.
[[ ألم يعلم أبو جهل أن الله مطلع على الحوار بينكما ؟؟؟ ]]
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُتَوَعِّدًا وَمُهَدِّدًا: {كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ} أَيْ: لَئِنْ لَمْ يَرْجِعْ أبو جهل عَمَّا هُوَ فِيهِ مِنَ الشِّقَاقِ وَالْعِنَادِ {لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} أَيْ: [[ القبض و الجذب بقوة على مقدمة الرأس التي هي مركز اتخاذ القرار بالخطيئة ،والسفع عند العرب تستعمل للخيل التي لم تروض ، إذا وضع له اللجام يهز الخيل رأسه يميناً وشمالاً يريد أن يقطع اللجام ، فيُضرب " يُسفع " الخيل على جبهته مرات متتالية حتى يسكُت فيوضع اللجام له ]] .

ثُمَّ قَالَ: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} يَعْنِي: نَاصِيَةَ أَبِي جَهْلٍ ( مركز قراراته ) كَاذِبَةً فِي مَقَالِهَا، خَاطِئَةً فِي فعَالها. {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} أَيْ: قَوْمَهُ وَعَشِيرَتَهُ، أَيْ: لِيَدَعُهُمْ يَسْتَنْصِرُ بِهِمْ، {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} وَهُمْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، وأشدّهم بطشا ، وعند العرب [[ يقولون لا تقربوا هذا الرجل الغاضب فقد {{ زبُن }} " يعني صار معجون بالشر،استلحم و يؤذي كل من حوله " ]]
{{ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }} :

كلا ؛ يقولها الله تعالى مرة ثالثة زجرا وتوبيخا لأبي جهل ... لا تطعه يا محمد ، واسجد يا حبيب الله ولا تلتفت اليه ، فأنا الله ،وأنت نبي الله ، فليتقدم أبو جهل إليك لنرى ماذا سيفعل ؟؟
. . . وبعد أن هدد أبو جهل النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجع إلى قومه قال لهم : لقد نهيت محمد أن يصلي عند الكعبة ، واللات والعزى إن قدم اليوم يتحداني ويصلي ، لآخذن حجرا أرضخ به رأسه ، وبعدها فلتفعل بنو هاشم ما تشاء [[ بطلت تفرق معي ]] ويأتي - صلى الله عليه وسلم - اليوم الثاني يصلي عند الكعبة ، وأبو جهل على وعده لقريش ،فيتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - بجلال قدره و وقاره و استقبل البيت وأخذ يصلي ،،،،

نظر القوم إلى أبي جهل وقالوا :
ها يا أبا جهل أين وعدك ؟ [[ سؤال بسخرية ]] فثار الشيطان في رأس أبي جهل ، وقام إلى حجر كبير لا يستطيع رجل أن يحمله؛ وتحامل على نفسه ورفعه ،وأخذ يمشي خطوة خطوة لأن الحجر ثقيل.
... حتى إذا سجد النبي اقترب أبو جهل منه ، ورفع الحجر ، وأراد أن يلقيه عليه وإذا أبو جهل يرجع القهقرى
[[ يمشي للخلف ، بالعامية ]] وقد تشنجت يداه على الحجر ولا يستطيع أن يلقيه ، وتغير لون وجهه خوفا ، وأخذ يرتعد ، وتيبس في مكانه ، فأسرع القوم إليه : أبا الحكم ( كنية أبي جهل ) ، ما الأمر ؟؟
هات الحجر من يديك ، فأخذوا يُخلِصون الحجر من بين يديه ، حتى استطاعوا أخذه منه ورميه .
فأخذوه واجلسوه ، قالوا: ويلك ما هذا ؟؟ فقال لهم وهو يرتجف : بل ويلكم أنتم ألم تروا ما رأيت ؟!!! قالوا له : لم نر شيئا !! فقال لهم : ويلكم أنا الذي


رأيت . قالوا : ماذا رأيت ؟!! قال :
رأيت إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ خَنْدقا مِنْ نَارٍ، وهَولا، وَأَجْنِحَة!! قالوا : قد سحرك محمد !!! ثم رجع أبو جهل إلى بيته وهو يرتعد من الخوف .

ولما أتم النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاته [[ وكان هناك أناس من الصحابة الذين كتموا إيمانهم من المستضعفين سمعوا حديث أبي جهل للقوم ]] فذهبوا للنبي وأخبروه بما قال أبو جهل ، فقال لهم عليه الصلاة و السلام :
" لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا" ثم تلا عليهم الآيات السابقة من سورة العلق .
____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم