أختي الكريمة،،
كل ما تطلبينه وترغبين به هو ما دمر البيوت المسلمة المحافظة غالباً، وبرغم من أنني أسمح لعائلتي بإستخدام الجوال والإنترنت إلا أنني لست مقتنعاً بوجود التكنولوجيا والإعتماد عليها وتدويرها لتصبح من الضروريات بعد أن كانت من الكماليات، فهي ما تزال كماليات في نظري ونظر الكثير من المحافظين والملتزمين على الدين الإسلامي، لكن دائماً الإنسان وخصوصاً المرأة غالباً ما تنظر لمن هم أعلى منها في المستوى المعيشي وتحاول تقليدهم أو موازاة حياتها بهم، فلو نظرنا لبعض المناطق بالمملكة العربية السعودية لدينا مثل منطقة جازان وبعض من مناطق الحدود الشمالية لوجدناهم على السجية والطباع الثمانينية والتسعينية، فالكثير من العوائل والأفراد بهذه المناطق ليس لديهم إنترنت ولا هواتف نقالة ولا سيارات ولا دخل إلا رعاية المواشي والزراعة والعيش على الحياة التقليدية التي تفتقر لأي وسيلة من وسائل التقنية الحديثة، ومع ذلك فهم يعيشون بسعادة وهدوء بعيداً عن الصخب وحياة المدن المرفهة الكاذبة المنافقة، وتجد أن غالبيتهم يتسمون بالبساطة والخلق والتدين ويتمتعون بالصحة.
بالنسبة لزوجك فالواجب طاعته في غير معصية الخالق، وما دامه أمرك ومنعك من إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي والإنترنت فهذا يصب في مصلحة الأسرة، وهو ليس بمخالفة شرعية، بل على العكس، فهو القوام عليك وطاعته واجبة، وانتي تقبلتيه كما هو وتعايشتي معه لمدة ثلاثة أعوام ونصف، فالأحرى طاعته وعدم الخروج عليه، فهناك أمور كثيرة مهمة تستطيعين فعلها كربة منزل ناجحة عوضاً عن المكوث على هذه الأجهزة وتضييع الأوقات، فلو كنتي داعية أو معلمة أو باحثة لقام زوجك بتوفير الأدوات المناسبة لك، ولكنه لم يمنعها عبثاً إلا من واقع غيرة رجل مسلم محافظ، وهو الأدرى بمصلحة بيته وأسرته، وهذا ما ربانا عليه الرسول صلوات الله وسلامه عليه وصحابته والتابعين وأجدادنا وأباؤنا، نسأل الله السلامة من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
هذا رأيي ورأي كل مسلم غيور محافظ على دينه ومحيي لسنة نبيه، أرجو تقبل الرأي بكل صدر رحب لأنك من طلبتي الرأي والمشورة.
تقبلوا مروري ،،،