الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-20, 07:49 AM   #69
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 59 »

السيرة النبوية العطرة (( إمام النصابين ، أبو جهل ))
_____

وقد رُوي إنّ رجلا من قبيلة من العرب خارج مكة جاء إلى أبي جهل - بعد حادثة محاولة منعه للنبي من الصلاة عند الكعبة -

و أراد هذا الرجل أن يبيع إبلا له ، فاشتراها منه أبو جهل وقال له : في الغد أعطيك المال ، فماطله أبو جهل

[[ اليوم وبكرة ، اليوم وبكرة... لغة النصابين .. إمام النصابين أبو جهل ]] ، فجاء هذا الرجل إلى قريش وهم جالسون في أنديتها ، ولم يكن أبو جهل جالساً معهم ، وناشدهم كعبتهم وحرمتهم ، أن ينصروه ويأخذوا له حقه من أبي الحكم ، فوجد المستهزؤون من أهل قريش برسول الله - صلى الله عليه وسلم -

أن هذا الموقف فرصة لهم أن تعوض قريش موقف أبي جهل السابق .
فقالوا للرجل : لا يأتي إليك بالمال إلا ذلك الرجل الذي عند الكعبة يقصدون محمدا، [[ يعني كلمة محمد ، ما بتصير اثنين عند أبو الحكم ]]

يريدون ، الاستهزاء برسول الله ، فجاء هذا الرجل إلى رسول الله وكلمه بشأن المال فذهب - صلى الله عليه وسلم - معه إلى بيت أبي جهل ، وأرسلت قريش خلفهما خادما يستطلع لهم الخبر . فلما اقترب - صلى الله عليه وسلم - من باب أبي جهل ، وقرع الباب ، قال أبو جهل :

من بالباب ؟!! قال : محمد ، أخرج إلي . يقول الرجل الذي مع النبي [[وقد أسلم فيما بعد ]] فخرج أبو جهل منتقعا لونه ، يرتعد ويرتجف .. وقال : نعم يا ابن سيد قومه ، نعم يا ابن عبد المطلب .. ما حاجتك ؟ فقال له - صلى الله عليه وسلم - : أعط هذا الرجل حقه .

قال أبو جهل : نعم ، لا تنصرفوا حتى أعطيه حقه ، فدخل وجاء بأكياس فيها الدراهم وأعطى الرجل المال . وقال له أبو جهل : هل أخذت حقك ؟
قال له الرجل : نعم .
فقال أبو جهل : فاشهد يا محمد أني أعطيته حقه .
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للرجل : اذهب فقد أخذت حقك .
فذهب الرجل إلى أندية قريش . وقال لهم : لقد أخذت حقي!! فتعجبت قريش من الرجل !!!!!

ثم جاء الرجل الذي أرسلوه لكي يستطلع لهم الخبر، قالوا له : ما الخبر ؟ !!! فقال : واللات والعزى لم أر عجباً مثل اليوم ، ما إن قرع محمد الباب على أبي الحكم ، حتى خرج أبو الحكم منتقعا لونه، يرتجف لا يملك نفسه . . . الخ

و أعطى المال للرجل . وهو يحدثهم بما جرى ، دخل عليهم أبو جهل قالوا له : أبا الحكم ، ويلك !!أرسلنا محمداً إليك لننال منه فكيف حدث ذلك ؟!! قال لهم : لو رأيتم ما رأيت !!! قالوا له : عُدنا لما ترى !!! قال : واللات والعزى وأنتم تعلمون أني لا أخشى أحدا ؛ لقد حصل معي مثل ما حدث عند الكعبة ، وهز صوت محمد أيضا البيت كأنه صاعقة !!!! فلا تلوموني فيما حدث . فضحك القوم من أبي جهل ، وقالوا : قد سحرك محمد !!!

ومع هذا كله لم يؤمن أبو جهل ؛ وضاق جدا بهذا الموقف ، لأنه أصبح سخرية عند قريش : أبو الحكم [[ أبو جهل ]] يخاف من محمد !! فاشتعل الغيظ في قلب أبي جهل ، وأراد أن يحفظ بعض الشيء من كرامته ، فقام بأسلوب بطش آخر مُعاد للنبي الكريم و للإسلام ، لكن ذلك كان سببا في إسلام حمزة أسد الله ، وسيد الشهداء - رضي الله عنه - وأرضاه.
____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم