الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-20, 07:51 AM   #70
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 60 »

السيرة النبوية العطرة (( إسلام أسد الله و رسوله ، سيد الشهداء ، حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه -))

_____

في أواخر السنةِ الخامسة من النُّبوَّةِ تقريبا ، كان قد حدث في مكة أمر جلل، كان بمنزلة حجر زاوية ، تَغيّر بعده مسار الدعوة تمامًا، واختلفت بسببه استراتيجية المؤمنين في مواجهتهم ضد أهل الباطل في مكة المكرمة، وزادها الله تكريمًا وتعظيمًا وتشريفًا .هذا الحدث كان إسلام حمزة بن عبد المطلب - عم رسول الله عليه الصلاة و السلام . وكانت قصة إسلامه غاية في العجب، تظهر فيها بوضوح معاني الآية الكريمة:

{إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} القصص.
كان حمزة أقوى رجل في قريش في ذلك الوقت ، وكان عمره ٤٧ سنة ، وهو أسن من رسول الله بعامين اثنين تقريبا ، وهو عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخوه في الرضاعة
[[ وقلت لكم من قبل أرضعتهما ثويبة ، جارية أبو لهب ]]


،وقد كان حمزة هو رفيق طفولة النبي - صلى الله عليه وسلم - والرسول يحبه حباً كبيراً، كان ضخما وقويا ، لا يتعدى على أحد ، تجده لطيفا خلوقا ، يتمتع بالحلم والأخلاق الطيبة ، شخصية محبوبة جداً في قريش ، صيّادا ماهرا [[ مش كم إبرة بالعضل تنفخه يشوف حاله ويتفلت على أبوه وعلى الناس ]] .
أسلم حَمزةُ بنُ عبد المطلب رَضي اللهُ عنه. وسببُ إسلامِه : أنَّ أبا جَهلٍ مرَّ برسولِ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يومًا عند الصَّفا، فآذاه أبو جهل ، ونال منه، ورسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ساكِتٌ لا يُكلِّمُه،

{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا} ، ثم ضَرَبه أبو جَهلٍ بحَجَرٍ في رأسِه فشَجَّه حتى نَزَف منه الدَّمُ، ثم انصَرَف عنه إلى نادي قُرَيشٍ عند الكعبةِ فجَلَس معهم، وكانت مولاةٌ لعَبدِ الله بنِ جُدعانَ في مَسكَنٍ لها على الصَّفا ترى ذلك، وأقبل حَمزةُ من القَنْصِ مُتَوَشِّحًا قَوسَه، فأخبَرَتْه المَولاةُ بما رأتْ من أبي جَهلٍ، قالت الجارية :

"يا أبا عمارة ( حمزة ) ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفًا من أبي الحكم بن هشام؟ وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه محمد لم يكلمه".
كان حمزة هو الوحيد الذي يدافع عنه من بين أعمامه، لكن أين بقية الأعمام؟ أين أبو لهب؟ إنه من أشد المحاربين له، لا أحد منهم يتذكر أخاه عبد الله والد محمد ، فهل إذا كان حيًّا كان سيحدث مثل هذا الموقف؟! وأين بنو هاشم وبنو عبد مناف؟ وهل يصل الموقف لأن يَضرب أبو جهل محمدا ؛ أشرف شرفاء بني هاشم وأشرفهم على الإطلاق؟! أوَ يصل الوضع إلى هذا الحد ونحن نشاهده بأعيننا؟!

الظلم الشديد الذي تفاقم ووصل إلى هذه الدرجة ، كان قد حرك هذه العواطف وتلك المشاعر والأفكار في قلب حمزة وعقله، فغَضِب حَمزةُ وخرَج يسعى، [[ صار الدم يغلي في دماغ حمزة]]

لم يقِفْ لأحدٍ، مُعِدًّا لأبي جهلٍ إذا لَقيَه أن يوقِعَ به، فلمَّا دَخَل المسجِدَ قام على رأسِه وقال له: "يا مُصَفِّرَ اسْتِهِ ( عبارة للتحقير )، تَشتُمُ ابنَ أخي وأنا على دِينِه!" ثم ضَرَبه بالقَوسِ فشَجَّه شجَّةً مُنكرةً. وقال له : ردها علي إن استطعت !! [[ إذا رجال قوم ردلي الضربة ]] .
ثم نظر إلى الجالسين حول أبي جهل والغضب في عينيه : ألا يواجهني فيكم رجل ؟ يقول راوي الحديث: فانسل القوم انسلالا

[[ يعني هربوا من المجلس ذليلين ]]

لا أحد يستطيع أن يكلم حمزة .
يقول حمزة - رضي الله عنه - وأرضاه : ثم جلست أفكر؛ ما هذا الذي فعلته ؟ هل أنا أصبحت على دين محمد ؟؟ ما هو دين محمد ؟؟ [[ هو كان لا يهتم بكل أمور مكة ومشاكلها كان مغرما بالصيد ]] .

وبدأ يحدث نفسه : هل أنا أخطأت أم أصبت ؟ و أخذ الشيطان يوسوس له ، فخاطب السماء إن كان دين محمد على حق أن ينشرح صدره له. قال : ونمت وأنا على هذه الحال
.
حتى إذا أصبح الصباح ، مضيت إلى رسول الله وقلت : يا ابن أخي ، أنت تعلم ما وقع مني بالأمس ، وأنا في حيرة ... لقد قلت أنا على دينك .

اقرأ علي شيئاً من الذي أنزل عليك ، فإنّي أحب أن أسمع منك . فقرأ عليه - صلى الله عليه وسلم - من آيات الله ، فلما انتهى، قال حمزة: أيّ والذي بعثك بالحق ، إنه لحق . أشهد أنك الصادق . فوالله ما أُحب أن لي ما أظلته السماء وأني على ديني الأول

[[ يعني بعد سماعي كلام الله ، أصبح الآن الإسلام أحب الي من الدنيا كلها وما فيها ، لو أعطوني ملك الأرض لا أحب أن أرجع لديني القديم ]] .

يا رسول الله ، عندما أذهب إلى الصيد وأتأمل الليل والنهار أقول لا يمكن أن يكون هذا قد خلقه اللات والعزى {{ أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله}} . فأسلم أسد الله ورسوله سيد الشهداء {{حمزة بن عبد المطلب }} - رضي الله عنه - وأرضاه وفرح المسلمون بإسلامه الذي يعتبر قوة أخرى للمسلمين .
____________

اللهم اجمعنا به - صلّ الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم