الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-20, 08:06 AM   #71
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:01 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 61 »

السيرة النبوية العطرة (( قريش تضعف أمام قوة إيمان الصحابة – بداية المفاوضات ))
_____

بعد صبر الصحابة وثباتهم في مكة على

{{ قول لا إله الا الله محمد رسول الله }} ، رأت قريش أن التعذيب للمستضعفين الذين آمنوا بالله ورسوله ، ليس منه فائدة !! فالتعذيب لا يزيدهم إلا ثباتاً ، وأصبح ويزيد عدد من يدخلون هذا الدين يوما بعد يوم !!! هنا قررت قريش ، أن تلتفت للمفاوضات .[[ أعداء الإسلام في كل زمان وكل مكان عندما يشعرون بالقهر والعجز، أول شيء يتمسكون فيه المفاوضات، وما أشبه اليوم بالأمس !!!! فملّة الكفر واحدة ]] .
لما رأت قريش أن التعذيب لا ينجح ، قالوا نجلس على طاولة المفاوضات فعرضوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - التفاوض مع قريش ،

[[ ولأنه - صلى الله عليه وسلم - بُعث رحمة للعالمين وافق على تلك المفاوضات لعل الله يهدي واحدا منهم فيكون حقق فيه الرحمة، وينجو من نار جهنم ]] فبدأت المفاوضات ، وكان مندوب قريش في التفاوض مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو سيد من سادة قريش اسمه {{عتبة بن ربيعة وكنيته " أبو الوليد " }} كلمته مطاعة فيهم وعاقل ، وتعتبره قريش صاحب رأي ، وهو أعلم قريش وأعرفهم بالشعر .
ذهب عتبة أبو الوليد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان النبي أكثر صلاته عند الكعبة ، فذهب أبو الوليد للنبي - صلى الله عليه وسلم - عند الكعبة ، فوجده يصلي ، فوقف ينتظره حتى إذا انتهى من صلاته فجلس إليه وقال له بلغة التودد عند العرب : يا ابن أخي [[هو ليس عمه ولا النبي ابن أخيه .. ولكن العرب تتودد بين بعضها فتقول لكل من تحبه أو تحب أن تكسب قلبه .. يا ابن أخي ]] يا ابن أخي يا محمد : إنك منا حيث علمت حسباً ونسباً

[[ يعني لا أحد يستطيع أن يزاود على حسبك ونسبك ، وما في داعي للمدح معروف مين أنت وما هو نسبك ]] وأنك قد أتيت قومك بأمر عظيم ، فرّقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفّرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع مني يا محمد أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل مني بعضها .
فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قل يا أبا الوليد وأنا أسمع.
قال : يا ابن أخي إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً ، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً ، وإن كنت تريد به شرفاً ، سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك ، وإن كنت تريد به ملكاً ، ملكناك علينا ،وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك ، طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه ، فإنّه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه .

[[ بعدما عرض عتبة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه العروض سكت ينتظر جواب النبي ، وقد عرض عليه عتبة الدنيا بحذافيرها العروض التي عرضها على النبي يسيل لها لعاب العظماء من البشر .. وجلس ينتظر عتبة لعل محمد يقبل بندا من هذه البنود ]] . فقال له - صلى الله عليه وسلم - .. فرغت يا أبا الوليد ؟ قال : أجل . قال : فاسمع مني .قال أبو الوليد : ها أنا أسمع ، تكلم يا محمد .
فتلا عليه - صلى الله عليه وسلم – آيات من سورة فصّلت :
بسم الله الرحمن الرحيم

{{ حم ، تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناعَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ . . . فإنّ أَعْرَضُوا فَقُلْ أنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }} .

يقول الصحابة الذين حضروا الموقف : وكان عتبة أول مرة يسمع القرآن وأخذ يسمع ويتدبر ويصغي ، فلما وصل - صلى الله عليه وسلم -" فإنّ أَعْرَضُوا فَقُلْ أنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ " هب عتبة من مكانه وقد فزع ، وجلس على ركبيته و وضع كفه على فم النبي وقال :

أنشدك الله والرحم ، أنشدك الله والرحم يا محمد إلا كففت [[ أي توقف لا تكمل ، لأنه أعلم قريش بالشعر، عرف أن هذا الكلام ليس كلام بشر .. وكلهم يعلمون أن محمدا الصادق الأمين ، إن قال صدق ]] ثم قال عتبة : هذا آخر ما عندك يا محمد ؟؟ قال : نعم ، لقد استمعت إليك يا أبا الوليد ، وأنت ها قد سمعت مني ، فانظر ماذا ترى ؟ فقام عتبة ورجع يمشي إلى أندية قريش وكانوا ينتظرونه، فلما شاهدوا عتبة من بعيد قادما إليهم قالوا : نقسم باللات والعزى ، لقد رجع أبا الوليد بغير الوجه الذي ذهب به

[[ لأنه كان متأثرا بما قرأ عليه - صلى الله عليه وسلم - من القرآن ]] قالوا : ماذا حدث يا أبا الوليد تكلم ؟؟ قال : يا قوم تعلمون أني أعلمكم بالشعر. قالوا له : أجل، أنت أعلمنا بالشعر . قال : والله لقد سمعت من محمد كلاما ما هو بالشعر، ولا هو بالكهانة، ولا هو بالسحر .. يا قوم اجعلوها لي .

[[ يعني اتركوا الرأي لي في هذه المسألة ]] قالوا : وما رأيك يا أبا الوليد ؟قال : اتركوا الرجل بينه وبين سائر العرب [[ يعني أتركوه براحته ]


] فإنّ له نبأ !!!

[[ في خير كبير رح يكون من محمد ]]فإن ظهر فعزه عزكم ، [[ إن ظهر وانتصر دين محمد وله العزة والشرف، فأنتم رح تكونوا بمثل عزه لأنكم قومه ]] وإن أصابته العرب أصيب بغيركم [[ يعني إذا العرب حاربته وانتصرت عليه، هم اللي بيقاتلوه ويقضون عليه وأنتم مرتاحين ما إلكم علاقة ]]

أتركوا الرجل واعتزلوه . قالوا : لقد سحرك محمد يا أبا الوليد !!!
قال لهم : ها قد قلت لكم رأيي ، وقد حذركم محمد وأنتم كلكم تعلمون صدقه وأمانته ، فقد أنذركم محمد صاعقة كصاعقة عاد وثمود ، فلما قال لهم هذا التحذير تفرق القوم من فورهم؛ هربوا من المجلس !! فقد خافوا أن تكون الصاعقة في حينها ، لأنهم يعلمون أن محمدا صادق ، ولكنهم رفضوا أن يتبعوه تكبرا و تقليدا لآبائهم الأولين .

وفي قصة النبي الكريم مع عتبة بن ربيعة نتعلم إنّ حُسن الإصغاء صفة الداعي إلى الله ، و إنّ القرآن عظيم ، به تنشرح الصدور ، و ترتاح النفس ، و أيضا لا تنازل عن المبادئ مهما كانت المغريات ، هكذا تُعلمنا مدرسة محمد صلى الله عليه و سلم .
____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم