الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-20, 07:02 AM   #73
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:25 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 63 »

السيرة النبوية العطرة (( استمرار المفاوضات . . . انشقاق القمر ))
__________

ما زال حديثنا في السيرة مع المفاوضات ، قالوا : يا محمد ، أنت تزعم أنك نبي يوحى إليه ، نريد منك معجزة ، كالتي كانت على أيدي الأنبياء قديماً فسليمان نبي الله سخر له الريح ، وموسى سخر له البحر ،وعيسى كان يحي الموتى ، نريد منك أن تطلب من الله أن يبعد عنا هذه الجبال التي تحيط بمكة ، وأن يفجر لنا الأرض أنهارا ، فنزرع ونأكل ، وأن تقلب لنا جبل الصفا ذهبا ؛ فنزل قول الله تعالى

{{وَمَا مَنَعَنَا أن نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ }} ، بمعنى هذه الآيات التي طلبها أهل قريش لو نفذها الله تعالى واستمروا على كفرهم، فسيهلكهم الله تعالى كما أهلك الأمم السابقة، ولذلك لم يرسل الله تعالى هذه الآيات لعلهم يؤمنون .فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه يعلم سُنة الله في خلقه ، فإنّ طلبوا المعجزة ولم يؤمنوا أخذهم العذاب .

لكن قريشا أصرت على طلب معجزة . قالوا : يا محمد ، إن لم تأتنا بمعجزة لا نؤمن لك أبداً . فقال لهم ، وماهي ؟ !!

قالوا : هذا القمر ، أليس هو من خلق ربك وتقول إن ربك على كل شيء قدير ؟ اسأل ربك يا محمد أن يقسمه نصفين ، حتى يكون نصفه عند جبل غار حراء ، والنصف الآخر عند جبل أبي قبيص ، فإنّ فعل ربك هذا آمنا بك وصدقناك .

[[ وكان وقت الغروب وليلة النصف من شعبان فكان القمر بدرا ]] . وطمع بإسلامهم لأنه مبعوث رحمة للعالمين - صلى الله عليه وسلم - قال : إن شاء ربي فعل ، وإن فعلت ذلك ، هل تؤمنون ؟! قالوا : نعم .
فتوجّه - صلى الله عليه وسلم - إلى الله بالدعاء . فانقسم القمر نصفين حتى ابتعد عن بعضه ، والقوم ينظرون وقد ذهلوا !!! وأصبحوا يرون الكعبة من بين النصفين !!! وكان هذا الانشقاق يراه كل من في الأرض .
ثم نادى - صلى الله عليه وسلم - :

يا بني كذا اشهدوا ، يا بني كذا اشهدوا ، يا بني كذا اشهدوا . . . ينادي على قبائل قريش . فلما رأت قريش القمر مقسوما نصفين قالوا : يا محمد ، هل يستطيع ربك أن يرده كما كان ؟؟ قال لهم : نعم . قالوا له : اسأله أن يرده . فقال : اللهم رده .. فرد القمر كما كان حتى أصبح بدراً .

فوقف أبو جهل ، وصرخ وقال : هذا سحر يؤثر .. واللات يا قوم لقد سحركم محمد !!! ثم قال: اصبروا حتى تأتينا أهل البوادي، فإنّ أخبروا بانشقاقه فهو صحيح ، وإلا فقد سحر محمد أعيننا . فجاء أهل البوادي وجاء المسافرون من أسفارهم ، فاخبروهم أنهم في ليلة كذا في ساعة كذا انشق القمر نصفين . فقال المشركون : هذا سحر مستمر

[[ يعني سحر سيذهب وينتهي أمره ]] . فانصرفوا عن النبي مكذبين غير مؤمنين .
وحزن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأنزل الله عليه الآيات مواسيا له.

بسم الله الرحمن الرحيم

{{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ۝ وَإن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ۝ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ۝ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأنباء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ۝ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ }}
. . . يتبع
____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم