الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-20, 07:06 AM   #74
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:01 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 64 »

السيرة النبوية العطرة (( مفاوضات الوليد بن المغيرة ))
__________
الوليد بن مغيرة سيد من ساداتِ قريش وزعمائها في الجاهلية، وصاحب الرأي والمشورة فيهم ، وكانوا قد عملوا له تاجاً ليتوجوه به . وله مكانةٌ في العرب وشهرةٌ قلَّما وُجدتْ في أحد، وكان يفصل فيما بينهم من مشاجرات واختلاف الرأي ، وكان وأكثرهم مالاً وولداً ؛ تزوج من لبابة بنت الحارث الهلالية أم خالد بن الوليد – رضي الله عنه - وكانت له بساتين تتصل بعضها ببعض من أطراف مكة حتى تصل للطائف ، تخيلوا كم أعطاه الله من المال !!!

وكان الوليد من ألد أعداء الإسلام ، فقد غاضه هذا الهاشمي الفقير " محمد " أن يسلبه جاهه وزعامته ، فلذلك يُروى أنه قال مُستنكِراً : أينزل على محمد قرآنا وأترك وأنا كبير قريش وسيدها، ويترك أبو مسعود عمرو بن عمير الثقفي سيد ثقيف، فنحن عظيما القريتين ( مكة والطائف ) ، فأنزل الله عز وجل فيه :
" وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ "

لما رأت قريش الآيات تُرَد عليهم - وهم أهل شعر - علموا أنه ليس قول محمد ، وأن هناك قوة خارقة ترُد عليهم وتحفظ كيان النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا ازدادت أعداد الداخلين في الإسلام، فتشاوروا : ماذا نصنع الآن ؟؟ فقال لهم {{ الوليد بن المغيرة}} : ألا أكفيكم محمداً ؟؟

قالوا : بلى ، فقام الوليد بن المغيرة ، إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخذ يفاوضه ويجادله ، فلما انتهى من الكلام قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : أفرغت ؟ قال : نعم . قال : فاسمع مني

{{ وقرأ عليه - صلى الله عليه وسلم - آيات من القرآن الكريم }} . فخرج الوليد من عنده متغير اللون متأثرا - وكان عارفا جيدا للأشعار رجزها وقصيدها - ، فلما دخل على قريش قالوا له : ما الخبر ؟!! قال : يا قوم ، لقد سمعت من محمد كلاما ما هو من كلام الإنس ، ولا من كلام الجن !! {{ وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو و لا يعلى عليه }} قالوا له : لقد سحرك محمد !!! فتركهم ومضى .
واعتقدت قريش أنه سيدخل في دين محمد ، وبهذا سيتبعه الكثير من الناس ؛ فهو سيد ومن دهاة العرب ، وستضعف هيبة قريش أمام المسلمين، وهي تعرف عظمة القرآن لكنها تكبرت عليه . وعندما انصرف الوليد لبيته قالت قريش : واللات إن دخل الوليد بدين محمد لتخرج قريش كلها معه ، فأصابهم حزن شديد ، ولا يدرون ماذا يفعلون .فقال شيطان هذه الأمّة وفرعونها [[ أبو جهل ]] قال : لا تقلقوا أنا سأتصرف فإنّه عمّي وأنا أعلم الناس به .

فذهب إليه فوجده جالسا ، قد وضع يده على رأسه ويفكر بالآيات . قال له أبو جهل : لقد سمعت كلاما أحزنني من قريش !! فقال الوليد : ما هو ؟

قال له أبو جهل كاذبا : يقولون عرضنا على محمد المال والملك فرفض ، ونظن أن الوليد ذهب لمحمد ، ويطمع بالمال فيكون من أتباع محمد ، فيأخذ هذه العروض ، ويتقاسمها مع محمد !!! فإن كان الوليد يريد مالا ، نجمع له المال ونعطيه إياه ، ويبعد عن محمد . فغضب الوليد من هذا الكلام [[ يعني من هم حتى يجمعوا لي المال و أنا أغناهم ]] . قال له : قم بي إلى قريش .

فلما وصلا لنادي قريش " وقد أراد الوليد بن المغيرة أن يُرضي قريشا " فقال لهم : يا معشر قريش ، تزعمون أن محمدا مجنون ، هل سمعتموه يزمجر كما يصنع المجانين ؟ قالوا له : لا .قال : تزعمون أن محمدا كاهن ؛ فهل رأيتموه يوماً يتكهن ويفعل كما تفعل الكهنة ؟!! قالوا له : لا . قال : تزعمون أن محمدا شاعر ؛هل سمعتموه يوماً قال شعراً ؟هل سمعتموه يكذب ؟

قالوا : لا .

[[ ولاحظوا معي : إن الذي سمعه من النبي ليس كلام بشر ولا جن ، فهو يعرف أنه قرآن ، ولكن يريد أن يكذب قناعته ، من أجل أن يرضي قريشا ]] .
قال : أعتقد أن محمدا ساحر ، ألا ترون إذا قرأ شيئا مما يقول عنه
القرآن ؛ يفرق بين المرء وزوجه ، والولد وأبيه وأهله ، فلا يعود يعرف أهله ، ولا أهله يحبونه ؟ فارتجت قريش كلها بالتصفيق والتصفير والفرح . قالوا: نبعث لأهل مكة والقبائل خارج مكة رجالا ، ونقول لهم إن محمدا ساحر، وقد تفوق على جميع السحرة .. وانتشر الخبر ، فحزن - صلى الله عليه وسلم - من هذا الكلام، فأنزل الله عليه جبريل مواسياً له بهذه الآيات :

بسم الله الرحمن الرحيم

{{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أن أَزِيدَ * كَلَّا أنهُ كان لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إنهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إن هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إن هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ . . . }}

وقد نزلت في الوليد بن المغيرة آيات كثيرة تبيّن صفاته السيئة ، وذلك بسبب شدة عدائه للمسلمين، نذكر منها بعض ما ورد في سورة القلم :
{حَلَّافٍ } : كثير الحلف وهو كذاب، { مَّهِينٍ } : خسيس النفس، ناقص الهمة . { هَمَّازٍ } : كثير العيب للناس والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء، { مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } :
نقل كلام بعض الناس لبعض، لقصد الإفساد بينهم، وإلقاء العداوة والبغضاء.

{ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ }:
بخيل في أداء حقوق الناس بالمال وغيره.
{ مُعْتَدٍ } :على الخلق في ظلمهم، في الدماء والأموال والأعراض . { أَثِيمٍ } : كثير الإثم والذنوب المتعلقة في حق الله تعالى .
{ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ } : غليظ شرس الخلق قاس غير منقاد للحق . { زَنِيمٍ } : له زنمة مثل زنمة الشاة " قطعة لحم متدلّية " ، أي أن الوليد بن المغيرة مشهور بالسوء و العمل القبيح كشهرة الشاة ذات الزنمة بين أخواتها .
اللهم عليك بأعداء الإسلام فإنهم لا يُعجزونك . . .
__________

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )