الموضوع: دهشة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-20, 08:19 PM   #24
عَسيب

الصورة الرمزية عَسيب

آخر زيارة »  يوم أمس (09:23 AM)
المكان »  Saudi arabia

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



"أدهشني حين وصلت إلى القاهرة أنني لم أجد رجلاً ينتظرني هناك
ويقول هذه رسالة لك سيدي من لندن
يذهلني أنني حين أرفع سماعة الهاتف في هذه الغرفة العالية
لا أسمع على الطرف صوتك
أقول لك : يخيفني أن أرفع رأسي الأن ، عن هذه الرسالة فلا أجدك جالسة في المقعد المقابل "
..
لطالما كُنت معجب ب غسان كنفاني كأديب ومناضل ،
معجب في رجل اختصر الحياة حيث سافر وكتب وتزوج
وناضل وأحب ومرض وأغتيل فقط في 36 سنة .
قرأت العديد من الرسائل وأجدني في كل مرة أعود لرسائله إلى غادة السمان ..
ولا يهمني حقيقة إن كان فعلاً مناضل من عدمه أو تسربه خارج منزله
وزوجته وطفليه ليمارس حبه مع غادة ، ولا يهمني حتى نشر غادة لهذه الرسائل
والتي تعتبر من التهجم على خصوصيته ، وبالرغم من أن غسان
لم ينشر غالبها ولم يكن ينوي ذلك إلا أنها بدت بلغة
أدبية عالية ومرهفة الحس وعميقة وواضحة وصريحة ،
وأعتقد أنه لا يوجد أحد قد قرأ رسائل كنفاني إلا وقد تمنى أن يكتب ،
لكن لا شك أن لا أحد يتمنى ذات الحب الذي أثقل كاهل غسان
دون أن تبادله غادة بذات القدر إذ يقول لها " متى سترجعين ؟ متى ستكتبين لي حقاً ؟
متى ستشعرين أنني أستحقك ؟ إنني أنتظرك ، وأنتظر ، وأظل أقول لك ، خذيني تحت عينيك ِ "
.
كان يُحبها حباً جما ، وكان في كل رسائله يناديها بإسمها ويستعطفها ويترجاها ب " يا غادة " ،
يذهب في غالبية الرسالة إلى إخبارها بشكل دقيق عما جرا معه وعما حقق ،
وعن كل صغيرة وكبيرة وكأنه طفل ..
استعان بما تضمنه قلبه وعقله وفكره بها لنضاله واستمد منها
القوة عند ضعفه ومرضه وبإللهامه في غالبية أعماله الأدبية ،
إذ يقول لها " إني أريد أن أظل معك ، لا أريد أن تغيب عني عيناك اللتان أعطتاني ما عجز عنه كل شيء انتزعته في هذا العالم من إعطائي ،
ببساطة لأني أحبك وأحبك كثيراً يا غادة "
و " كنتِ عذابي وشوقي والشيء الرائع الذي يتذكره الإنسان كي يعيش ويعود "
ظهر غسان في هذه الرسائل كما لم يظهر أحد قبله
بطبيعته البشرية وبقلبه الملهوف العاشق الميال لكل شيء في محبوبته ..
في رسائله الكثير الذي يستحق اقتباسه والتحدث عنه ،
وليتني أستطيع التحدث عن رجل ينادي محبوبته في رسائله " ياحياتي "
ويعاتبها برقة في قوله " أنتِ هائلة في اكتشاف مقتلي "
ويشرح لها ماذا تعني له " أعرف أنني أخيراً مطوق بك ، بالدفء والشوق وأنني بدونك لا أستحق نفسي " ويترجاها في أحايين كثيرة بحسرة قائلاً لها " حاولي أن تكتبي لي ، فسيكون أحلى ما يمكن أن يلقاني حين عودتي رسالة منك لأنني أعرف أنكِ لن تأتين "


 

رد مع اقتباس