الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-20, 06:42 AM   #77
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:25 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 67 »

السيرة النبوية العطرة (( العودة مرة أخرى إلى المفاوضات))
__________

في هذه المفاوضة قالت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا محمد ، اطرد الفقراء والعبيد من المسلمين، ولا تجلس معهم ، إن طردتهم يا محمد ، لعلنا نتبعك . [[ يعني بيصير عنا نية نفكر بالموضوع . . . نفوس مريضة في كل زمان ومكان ]] . قال أبو طالب : يا ابن اخي ، اقبل بهذا الشرط لننظر ماذا يريدون [[ نشوف آخرتها معهم ]] ،

فيهبط جبريل بقوله تعالى :
{{ وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }}
يا محمد لا تسمع كلامهم ، هؤلاء المؤمنون خاصتي وأهل محبتي ، يبتغون مرضاتي ، لا تسمع كلامهم وتطردهم . ثم قال تعالى :

{{ وَإذا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ }}، انظروا كيف محبة الله لعباده ، أخبرهم يا محمد وقل لهم : إن الله يقول سلام عليكم يا أحبتي ، أنتم في سلام و طمأنينة عنده . فلما نزلت الآيات على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : {{ الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام }} ،

لم يقدم لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أية تنازلات [[ و كلنا نعلم أن في علم المفاوضات ، لما تكون أنت الطرف الأضعف ، فعليك أن تقدم التنازلات ]] والرسول - صلى الله عليه وسلم - في نظرهم هو الطرف الأضعف ؛ ولكن في الحقيقة لم يكن - صلى الله عليه وسلم - في أي لحظة من مولده إلى وفاته هو الطرف الاضعف نهائياً ، لأن الله معه ، قريش هم الطرف الأضعف ، ويؤكد لنا الله – عزوجل - ذلك بقوله تعالى :

{{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ }}

[[ يعني يا رسول الله : هم يتمنون ويرجون أن تلين وتقدم لو تنازلا واحدا ، وستجدهم قدموا لك ليس تنازلا واحدا، بل تنازلات ، بس أنت اقبل بطلب واحد ، بمعنى أيامنا " طريها " ، الإنسان إذا أراد أن يلين الحديد أو محرك يضع عليه الزيت، ومن هنا جاءت كلمة {{ تُدْهِن }} من اللين ، يعني قليلا من اللين وهم سيسرعون بالتنازلات ، وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ، وهذا من بعض معاني " تُدهن " عند المفسرين ، والبعض ذكر " تُدهن " بمعنى النفاق و الخداع و الكذب والكفر . ]]

وهكذا فشلت كل مفاوضات قريش مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ووجدت قريش أنها لا تزال عند نقطة الصفر، واقفة في مكانها لا تتحرك ، بينما الإسلام يتقدم وينتشر، ويكتسب مساحة جديدة كل يوم .
فلما رأت قريش فشل المفاوضات ، و إسلام عمر وحمزة وقبلها هجرة الحبشة الأولى .. جن جنون قريش ، فجاءت بمفاوضة أخيرة ، وكانت أفشل مفاوضة ، وأفشلت كل المفاوضات قبلها .
__________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم