عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-20, 11:35 AM   #1
باحث

الصورة الرمزية باحث

آخر زيارة »  01-24-21 (12:58 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي حينما تمل النفس ...



نفس الإنسان مخلوق عجيب ، هى تكون المسيطرة على كل التصرفات ، فهى تحب تكره ، تصبر وتنتظر ،تتألم وتمرض ، وما أصعب النفس إذا تألمت ومرضت ، هى تسعد حينما تجدمايسعدها ويفرحها ، هى تحزن وتتكدر حينما يحدث مايكدصفوها ....
النفس البشرية لايعلم مابداخلها غيرخالقها عزوجل ، وحينما يفصح الإنسان عمابداخله ، يعرف غيره عمابه ، وقد يتكتم على مابداخل نفسه ، والنفس البشرية لها طاقة معينة ، لايمكن تحميلها فوق طاقتها ، وإلا حدث مايضر بالنفس من هلاك أو دون ذلك .. الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع أشار إلى النفس بصورة عامة ..فنجد في سورة القيامة أن الله سبحانه وتعالى اقسم بالنفس اللوامة بقوله تعالى : (( لا أقسم بوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ... )) صدق الله العظيم وقوله تعالى فى سورة البقرة : (( لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ماكسبت وعليها ما إكتسبت ..)) صدق الله العظيم ..

إذا كان الله سبحانه وتعالى رحيما بنفس الإنسان وغيره من المخلوقات ، فلماذا لايكون الإنسان رحيما بنفسه ؟ لماذا يكلفها فوق طاقتها ولماذا يكلف أى مخلوق تحت إمرته فوق طاقته ؟ هذا أمر يخالف طبيعة النفس بشكل عام والنفس البشرية بشكل خاص .. كثير من المشكلات والأزمات التى أتعبت الناس ، إبحث من وراء ذلك تجد بعض النفوس البشرية المريضة التى إمتلات حقد وحسدا ..فالطمع والغرور وحب العظمة صفات سيئة تعتور بعض النفوس وهى التى أدت إلى أن يظلم الإنسان غيره ، الحقد والحسد أدى إلى تخريب صلات المحبة والود بين الناس .. لو كل إنسان حاسب نفسه قبل أن يقدم على تصرف معين تجاه غيره ونظرماهى التبعات من وراء ذلك ، لعاش الناس فى أمن وطمانينة ..
النفس البشرية تريد الأمن والأمان والسكينة والسلام ، قبل الأكل والشراب ، النفس البشرية ترنو إلى الحرية ولكن ليس على حساب حريات الأخرين ، النفس البشرية النظيفة تحتاج أن تعيش فى جو هادىء كله حب وصدق ..
وأختم هذه الخاطرة بهذه العبارة وهى يرددها كثير من الناس وهى :
(( رحم الله إمرأ عرف قدر نفسه )) وتفسيرها كما يقول الشيخ محمدبن صالح العثيمين رحمه الله تعالى : (( الإنسان إذا عرف قدرنفسه خضع لربه ، وقام بعبادته وعرف أنه لاغنى له عن ربه طرفة عين ، وإذا عرف نفسه عرف قدره بين الناس ، فتحمله هذه المعرفة على أن لايتكبر عليهم ولايحتقرهم ، لأن الكبرياء من كبائر الذنوب ، وغمط الناس من الأمور المحرمة )) مقتبس النقل من الشريط رقم (250- الوجه (ب) من فتاوى نورعلى الدرب .