10-09-20, 07:49 AM
|
#80 |
| | | | | | | | | الهوايه » القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر | | | | |
هذا الحبيب « 70 »
السيرة النبوية العطرة (( النجاشي الملك العادل ))
__________
فقال النجاشي بعدما سمع القرآن من جعفر : {{ إن الذي جاء به نبيكم وجاء به عيسى يخرج من مشكاة واحدة }} [[ يعني نور مصدره وإشعاعه من مكان واحد]] انطلقوا أنتم الآمنون ، ثم نظر لعمرو وقال : لن أسلمهم يا عمرو ولا بجبل من ذهب ، وانفض المجلس وخاب عمرو ومن معه .
ولكن عمرو داهية العرب لم يستسلم من الجولة الأولى ، فقضى ليلته وهو يفكر كيف يوقع بين المسلمين وبين النجاشي . في اليوم التالي جاء للنجاشي مودّعا، فقال له : أيها الملك ، جئت أودعك ، و أقول لك قبل سفري : إن هؤلاء الجماعة يقولون عن المسيح قولاً ، لا ترضى به أبداً ، قال : ماذا يقولون ؟ تكلم ؟ !!!! قال : سمعتهم يقولون إن عيسى بشر كسائر البشر !!! فغضب النجاشي ،لأن النصارى يقدسون عيسى ، و أرسل الملك إليهم مرة ثانية . . . . [[ وهذا درس لكل مسلم : لا يوجد مجاملة في دين الله ]] قال النجاشي :
يا جعفر، ماذا تقول في المسيح ؟؟ قال : أقول فيه ما أنزل الله على نبينا . قال : وهل نزل عن المسيح شيء على نبيكم ؟
قال : نعم . قال :هاتِ ماعندك .
فوقف جعفر - رضي الله عنه - [[ و جعفر يعلم أن الآيات مخالفة لدين الملك وللبطاركة ، وكلهم يلبسون الصليب ، وجعفر والصحابة لاجئون عندهم وفي حمايتهم !!! لكن لا مجاملة في دين الله ]]
فقرأ جعفر هذه الآيات :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكانا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إني أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إن كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إنمَا أنا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أنى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكان أَمْرًا مَقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فانتبذت بِهِ مَكانا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إني نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إنسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كان أبوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كانتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كان فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إني عَبْدُ اللَّهِ آتاني الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وأوصاني بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كان لِلَّهِ أن يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سبحانهُ إذا قَضَى أَمْرًا فإنّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }} .
فلما سمع النجاشي كلام الله من عبد صادق الإيمان لله ، أجهش النجاشي بالبكاء ، حتى ابتلت لحيته من الدموع ، وبكى البطاركة ممن حوله ، ثم قام النجاشي ، و خط في عود خشب في يده على الأرض وقال : لم يتعد المسيح هذا الخط
[[ يعني الكلام الذي سمعته لم يتعد المسيح أكثر منه ، يعني توافق أصل العقيدة ]] ثم قال لجعفر : انطلقوا في أرضي سالمين آمنين ، من سبكم غرم !! من سبكم غرم !! والتفت إلى البطاركة وقال : أرجعوا إلى عمرو هداياه .
ثم نظر لعمرو وقال له : ارجع لقومك ؛ والذي وهبني المُلك من غير رشوة لا أخذ رشوة بعبد من عباد الله ، ثم أشار النجاشي بأصبعه إلى الصحابة وقال : يا عمرو ، هؤلاء الرجال خير عندي من جبال الأرض ذهباً .
يتبع . . .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
|
| |