الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-20, 07:02 AM   #81
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 71
السيرة النبوية العطرة (( شعب أبي طالب ))
_________

رجع عمرو بن العاص خائباً من الحبشة [[ كي لا ننسى عمرو بن العاص هو صحابي جليل - رضي الله عنه - أسلم في السنة الثامنة للهجرة ، وكان له مواقف كثيرة في خدمة هذا الدين ]] . وقد تمتع المسلمون بالأمن والأمان في الحبشة ، ومارسوا شعائردينهم بحرية تامة، وكانت محاولة قريش لرد المسملين إلى مكة قد عادت بالفائدة على المسلمين ، فقد دخل النجاشي رحمه الله في الإسلام لاحقا بعد فتح مكة.
وظل المسلمون في الحبشة، وعملوا هناك كما ذكرنا بالتجارة و الصناعة والزراعة، ومكثوا هناك حتى هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة المنورة. وهكذا أدى النجاشي دوره في حماية المهاجرين المسلمين إلى الحبشة . وعندما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم – خبر وفاة النجاشي قال: {{ مَاتَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصحَمَةَ }} فصلوا عليه صلاة الغائب .

نرجع إلى مكة ومقاطعة قريش لكل من بني هاشم وبني المطلب مسلمهم وكافرهم،كلهم سواء بالمقاطعة ( وكان ذلك أثناء وجود المسلمين المهاجرين في الحبشة ) . قلنا إن أبا طالب قام وجمع قومه ، واستجاب له بنو المطلب وبنو هاشم أبناء العم .. وخالفهم أبناء أعمامهم من بني عبد شمس وبني نوفل و وقفوا مع قريش ، ولم يتخلّ عن الهواشم إلا رجل واحد هو .. أبو لهب .
وقد قررت قريش أن تقاطع بني هاشم ، وكان من بنود تلك المقاطعة – كما ذكرت لكم - لا نزوجهم ولا نتزوج منهم ، ولا نبيعهم ولا نشتري منهم ، ولا نساعدهم ولا نقبل منهم الصلح [[حتى الصلح مرفوض ]] حتى يسلموا إليهم محمدا للسيف .
وهنا اجتمع بنو هاشم وبنو المطلب في {{ شعب أبي طالب }} ، وتركوا بيوتهم ؛ وذلك لأن بيوتهم كانت متفرقة في أحياء مكة ، نصبوا الخيام بقرب بيت أبي طالب الذي كان أول الشعب

[[ والشعب هو الطريق الضيق بين جبلين ، وكلنا يعرف أن مكة تحيط بها الجبال ]] ، ليكونوا جميعا بجانب بعضهم البعض ، لحماية النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وطال الحصار [[ هم لم يمنعوهم من الخروج ]] ،

ولكن المقاطعة كانت عبارة عن الحصار فقط ، وظل الحصار مدة { ٣ سنوات } حصار اقتصادي ونفسي قاس جدا ، فعندما كان التجار يأتون إلى مكة ، يسارع أهل مكة إليهم ويشتروها بأعلى الأسعار، حتى لا يسمحوا لهم بالشراء ، وكان أشد عداء للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقومه هو

{{ زوج حمالة الحطب أبو لهب }} ، فقد كان عنده المال الكثير، قال تعالى :{{ ما أغنى عنه ماله وما كسب }} ، كان يأتي إلى السلعة فتكون بدينار، فيقول للتاجر : أنا أعطيك عشرة أضعافها ، ولا تبعها لهؤلاء القوم .. وإذا زاد معك شيء ، أنا آخذه منك وأعطيك عشرة أضعافه . . . وقد أنفق الرسول - صلى الله عليه وسلم - كل ماله خلال هذه السنوات وكذلك أمّنا خديجة - رضي الله عنها ، وأبو بكر - رضي الله عنه - وكل بني هاشم أنفقوا الكثير الكثير في هذا الحصار .

وكانت سنوات الحصار قاسية جدا ، فأكلوا ورق الشجر حتى تشققت شفاههم ، وكانت أصوات بكاء أطفالهم ترتفع في الليل والنهار من شدة الجوع ، ومرض الكثير منهم وماتوا . يقول سعد بن أبي وقاص: إنه عثر في ليلة على قطعة من الجلد، فأخذها ووضعها على النار ، ثم أخذ يمضغها ولا يقدرعلى بلعها ، يقول : وبقيت عليها ثلاثة أيام .

وكانت قريش تقوم بعمل دوريات حراسة طوال الليل والنهار على مداخل ومخارج الشعب، حتى تتأكد أنه لا يتم دخول أي طعام إلى بني هاشم ، وكانت قريش تؤذي كل من يكتشفون أنه أرسل شيئا من الطعام إلى بنى هاشم . وكان هذا الحصار يمثل ضغطا نفسيا كبيرا جدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وعلى المسلمين ، حيث كان بينهم كفار من بني هاشم ، وقد وجّهوا عتبهم ولومهم و اتهامهم إلى النبي لأنه السبب في بكاء أطفالهم ، و السبب في الألم الذي أصاب أهلهم في هذا الحصار .

ثلاث سنوات كاملة لا يصل اليهم طعام إلا ما يُهرب إليهم من خلال بعض المتعاطفين معهم، وخصوصا من تربطهم بهم صلة النسب من البطون الأخرى من قريش . يسر لهم الله بعض الرجال الذين فيهم نخوة ورجولة .. كانوا لا يرضون بهذه المقاطعة ولكن لا يستطيعون رفضها لأنها إجماع رأي في قريش .
وكان هناك رجل اسمه {{ حكيم }}
هل تذكرون هذا الاسم ؟ [[ الذي ذكرت لكم قصته في جزء حارثة بن زيد ، تكون خديجة - رضي الله عنها عمته ، وأهداها خادما وهو زيد بن حارثة ]] كان حكيم يوصل إليهم الطعام بالسر، فلقيه أبو جهل
قال : ما هذا يا حكيم واللات لا أدعك أنت وطعامك حتى أفضحك في كل مكة وهم يتجادلون ... جاء رجل اسمه
{{ أبو البختري بن هشام }} كان رجلا وجيها في قومه فسمع المجادلة بينهم . قال ما شأنك يا أبا الحكم ؟؟ رجل عنده طعام يريد أن يوصله لعمته ؟

[[ أبا الحكم اسم أبي جهل ، ولكن قريشا تناديه أبا الحكم والمسلمون أبا جهل ]] . قال أبو جهل :لا ، أجمعت قريش أن لا نوصل لهم شيئا ، فتجادل البختري مع أبي جهل ، فغضب البختري وأخذ عظمة بعير من الأرض ، وضرب بها رأس أبي جهل [[ الاثنان مشركان ]] ،

ولكن شهامة البختري ورجولة دفعته إلى ذلك . ثم قال البختري : ما رأيت في العرب لئيما مثلك يرضى أن يموت ابن عمه جوعاً وهو منعّم .

وقد كان لأبي طالب قصيدة من الشعر اسمها [[ لامية أبي طالب ]] قال عنها أهل الأدب والعلم بالشعر: فاقت كل المعلقات التي كانت معلقة على جدار الكعبة ، بلغت أبيات أبي طالب 130 بيتا - لا يسع المقام لذكرها - يذكر فيها مناقب النبي - صلى الله عليه وسلم - و يذكّر قريشا عندما استسقى لها بوجه النبي ، وألصق ظهره بالكعبة ، فأنزل الله عليكم ماء السماء غدقاً وأسقاكم بوجهه ، ولكنها الآن تطالب بقتله !!!!

{{ وأبيض يستسقي الغمام بوجهه . . . ثمال اليتامى عصمة للأرامل }} .
يتبع نهاية الحصار . . .
__________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم