الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-20, 07:04 AM   #82
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 72 »

السيرة النبوية العطرة (( نهاية حصار المسلمين في شعب أبي طالب ))
__________

. . . أبو طالب هذا الشيخ ذو الشيبة ، والذي هو الآن في العقد الثامن من العمر ، كان يخاف على النبي - صلى الله عليه وسلم - من أذى قريش ، وكان يسهر الليل في حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - و يأمر أولاده أن يناموا مكانه في سنوات الحصار ، و يتبادلون الأماكن معه خوفا عليه وحماية له طوال تلك المدة .
آن أوان نهاية الحصار ، وتقول بعض الروايات عن تلك النهاية :
قام رجال من قريش عندهم نخوة ، وقالوا : إلى متى نأكل ونشرب وأبناء عمنا يموتون جوعا إلى متى ؟

فذهب رجل اسمه {{هشام بن عمرو العامري }} إلى رجل آخر اسمه {{ زهير }} قال : يا زهير .. أترضى أن يموت قومك جوعاً ونحن نسمع صراخهم في الليل والنهار وأنت تأكل وتشرب ؟؟

أسألك برب البرية لو كان أخوال أبي جهل في الشعب هل يوافق على المقاطعة ؟؟ فقال زهير: لا ،لا يرضى . قال : يا زهير، إذن لم ترض أنت ؟؟هل أبو جهل خير منك ؟؟فاشتعل غضب زهير وقال له : ماذا أصنع ؟

لو أجد رجلا يقف معي !! فقال له هشام : ها أنا معك . قال زهير: ولكن نريد رجلا ثالثا معنا فإنّ الجماعة خير .. فذهبوا وضموا إليهم ثلاثة رجال فأصبح العدد {{ ٥ }} هشام و زهير و المطعم بن عدي و أبو البختري و زمعة . تواعدوا بالسر ليلاً على جبل الحجون، واتفقوا أن يجلسوا في قريش ، ورجل منهم يدخل يعترض على المقاطعة ،ثم يقومون هم بمساندته أمام قريش . في الصباح دخل زهير ووقف في نادي قريش ، قالوا له : اجلس يا زهير

فقال : لا والله ، لا أجلس . إلى متى نأكل ونشرب وبنو هاشم يموتون جوعاً ؟؟
والله لا أجلس حتى تُمزق هذه الصحيفة الظالمة . فقام أبو جهل وقال : كذبت . والله إنما كُتبت وعٌلقت بإجماع من سادة قريش . فقال رجل آخر [[ أي من الخمس رجال الذين كانوا متفقين مع بعض بالسر ]] .

فقام وقال : بل كذبت أنت والله ، ما وافقنا عليها وما رضيناها ، ولكنكم أجبرتمونا عليها ، فقام الثالث وقال : صدقتم يا قوم . فقام الرابع والخامس وقالوا : سيوفنا معكم أينما تريدون . فقال أبو جهل : هذا أمر دُبّرله من الليل !!! [[ يعني مش معقول اتفقتوا مع بعض هيك قدامنا ]]
واشتد الجدال بينهم ، وبينما هم يتجادلون نمزق الصحيفة لا نمزقها ، وإذا بأبي طالب يمر !!! فاندهش سادة قريش!! ما الذي جاء به ؟ لقد اعتزل قريشا منذ زمن ؟؟ ما الذي حدث ؟؟؟


وكان قد جلس رسول الله في صباح هذا اليوم مع أبي طالب؛ وهو لا يعلم عن موضوع الرجال الخمس واتفاقهم، لأنه كان لا يدخل عليه أحد ، ولا يخرج أيضا ؛ لأن أبا طالب كان لا يأمن عليه من قريش ، فقال - صلى الله عليه وسلم - لعمه : لا عليك يا عم إن صحيفتهم الظالمة قد أرسل الله عليها الأرضة [[ الأرضة تأكل الخشب و الورق، والصحيفة من جلد ،وملفوفة داخل الكعبة ، ومختومة بختم سادة قريش ، ولكنها آية من الله ]] .

فلحست كل ما فيها إلا ذكر الله ، وكان على رأس الصحيفة مكتوب " باسمك اللهم ". الرسول قال {{ لحست }} وليس {{ أكلت }} وهذا المعنى الأدق حسب الرواية .
قال أبو طالب : يا محمد هل ربك الذي يوحي إليك هو الذي أخبرك ؟

قال : أجل . فقال أبوطالب : إنك لصادق . فذهب إلى قريش ووجدهم يتجادلون مع الرجال الخمس ، فأوقف الجدال ، وطلب منهم أن يجتمع بكل سادة قريش ، وقال لهم :

يا قوم ، لقد أخبرني محمد - وكلكم يعلم أن محمدا لا يكذب – أن الله قد أرسل على صحيفتكم الأرضة فلحست كل ما فيها إلا {{ اسم الله }} ولم يبق من ظلمكم وقطيعتكم شيئا، فضحكوا وسخروا من كلامه !!! فقال لهم : إن كان محمد صادقاً في ما قال ، فعلينا أن ننهي هذه القضية ، وإن كان قد كذب في ما قال ، أسلّمه إليكم الآن تضربوا عنقه ؛ هل أنتم موافقون؟

. . . لقد وافقوا كلهم و أحضروا الصحيفة أمامهم ، فوجدوها ملفوفة ومختومة ، فأسرعوا وفكوا الختم ، و أزالوا القماش الملفوف عليها ، ثم نظروا إلى الصحيفة وإذا هي كما قال - صلى الله عليه وسلم _ ولم يبق من الكتابة ... إلا {{باسمك اللهم }} الختم عليها مثل ما وضعوها قبل ثلاث سنوات . فقالوا : هذا من سحر ابن أخيك [[ قاتل الله الكفر والكفار]] دائما يعاندون !!!

فقام زهير وسلّ سيفه وقام معه باقي الرجال وقالوا : والله لا نبرح هذا المكان حتى نمزق هذه الصحيفة ، ويخرج بنو هاشم ، فمُزقت الصحيف وخرج الهواشم من الحصار .
[[ هل وضحت لكم الصورة ؟ ليس مثل فلم الرسالة ؛ يدخلون الكعبة يجدون الأرضة أكلت الصحيفة وهي معلقة على جدار الكعبة !!!! ]


. . . يتبع وفاة أبي طالب
_________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم