الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-15-20, 07:59 AM   #83
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 73 »

السيرة النبوية العطرة (( وفاة أبي طالب ))
__________


انتهى الحصار بإرادة الله تعالى ، وخرج بنو هاشم وبنو المطلب من شعبهم ، ورجعوا إلى حياتهم الطبيعية يمارسون كل نشاط في مكة وانتهت المقاطعة الظالمة ، ولكن العداوة مازالت مستمرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - و أصحابه .
وبسبب الحصار الذي استمر ٣ سنوات تعب ومرض أبو طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي بلغ من العمر الآن قرابة ٨٣ سنة .

ضعف جسده وأشرف على الموت ، فبلغ سادة قريش أن أبا طالب على فراش الموت .
فقال بعضهم لبعض : لنذهب إلى أبي طالب قبل أن ينزل عليه الموت ،فإنّا نخاف من حمزة وعمر ، أن يأخذوا السيادة منا . فحضر إلى بيت أبي طالب سادة قريش ومشايخها مثل عتبة بن ربيعة ، وأخوه شيبة ، وأبو سفيان ، وأبو جهل ، وغيرهم من وجهاء قريش .

فلما حضروا ، أحب أبو طالب أن يعقد صلحا بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل موته . فقال أبو طالب : إني أحب أن أرحل عن الدنيا ، وأنا أشهد صلحا بينكم وبين محمد ، فأرسل إلى النبي من يخبره بالحضور ، فحضر - صلى الله عليه وسلم – ( وتقول بعض الروايات ) :

فلم يبق للنبي مكانا للجلوس ، لم يجد مكانا إلا أن يقف عند عتبة الباب ، و امتلأت الغرفة بالرجال .
[[ وهو صاحب الخلق العظيم ، ومن أخلاقه كان يجلس حيث ينتهي المجلس ، يدخل أعرابي على الصحابة والنبي جالس بينهم ، ينظر إليهم ثم يسأل ... أيكم محمد ؟؟ هذه أخلاق نبينا - صلى الله عليه وسلم - ]]
رفع أبو طالب رأسه إلى النبي وقال :

يا محمد يا ابن أخي .. هؤلاء أشراف قريش وسادتها ، وقد نزل بي من الأمر ما ترى، وأنا أحب أن أرى بينكم صلحا قبل أن أفارق الدنيا .
فقال - صلى الله عليه وسلم - أريد منهم كلمة واحدة ، تدين لكم بها العرب وتتبعكم العجم قولوا لا إله إلا الله .. وتخلعون عبادة الأصنام ) ، وكعادة قريش سخروا و صفقوا ، وصفروا ، ووضعوا أيديهم على رؤوسهم . ثم توجه – صلى الله عليه وسلم بالكلام إلى عمه فقال : أنت يا عم ؛ قلها ، أشهد لك بها عند الله وأشفع لك بها .. فلم يعلن أبو طالب إسلامه ، وفاضت روحه .
لم يقل على سمع النبي لا إله إلا الله . . .

يا أبا طالب !! يا عم نبينا - صلى الله عليه وسلم - : والله إننا نشهد أنك بذلت جهدا جباراً في سبيل الإسلام ، وتحملت الكثير لمدة سبع سنوات كاملة ، وهي أصعب سنوات من تاريخ الدعوة ، لكنّ النبي لم يسمع منك لا إله إلا الله !!! أبو طالب أعماله وأفعاله كلها تدل على إيمان ، فقد دافع بقوة عن النبي ، ولكن لم يسمع أحد إسلامه ... !!!

مات أبو طالب ، وحزن النبي - صلى الله عليه وسلم - على موت عمه ، ودفن في مقبرة مكة الحجون ، وبعد موت عمه زاد شر قريش على النبي ، لأن أبا طالب هو الذي كان يقف في وجوههم دائماً .
__________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم