رسالة و مطر و أُمنية
لست أدري ماذا اريد أن أنثر هنا على هذه الأوراق المُبللة
لو انك هنا
لـ اخبرتك بما داخل القلب و لم انتظر حبر القلم
انا للورق ابوح
و المطر يمسح
و لا مظلة أختبئ تحتها سوى ذراعاك
فـ لا انت هنا و لا المظلة
لا تنتظر من الوقت ان يُهديك نفسه
فهو عجول
و لا يمكنني ان أنحني للحياة
لتمنحني لحظات سعادة
تمنحني شخصاً و حباً و تسلبهم مني لاحقاً
إن الحياة غاضبة مني
لآنها تشعر بقوتي
فكلما أعطتني وجعاً أُهديها ابتسامة
و كلما اعطتني جرحاً أُهديها ضحكة
هي لم تستوعب للان ان سبب قوتي و انتصاراتي
من كمية المعارك و حروبي و الهزائم
التي تضربني بها
هي لم تستوعب انني استمد قوتي من الأحزان و الأوجاع
التي تهديها لي
أنا في منتصف خسارتي لا أجد نفسي مهزومة
إنما مُحاربة من معركة لمعركة
أتظن بأنها ستعطيني إياك دون مقايل أو عناء
تمضي اللحظات و تصبح من الذكرى
و حتى الأماني نتخلى عن بعضها
ليت المطر يأخذني لأحضانك و لو لمرة واحدة
فالمعاطف لم يعد لها فائدة
اعتقد بأن الحكاية لم تنتهي
و حتى أنها لن تنتهي بلقاء يجمعنا
لن تنتهي اللهفة و سأبقى أتمنى أن تأسرني بين أحضانك
عليك ان تعتذر لي
ليرضى عليك المطر
و ليسمح لي بالبوح لك
كم اتمنى العودة لوطني
هنا في الغُربة
لا أملك حتى سقف أختبئ تحته