الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-20, 07:36 AM   #87
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:33 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 77 »

السيرة النبوية العطرة (( اشتداد إيذاء قريش للرسول - صلى الله عليه وسلم - الجزء 2 ))

__________

ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - بدعا من الرسل، بل ضرب الأنموذج الأكمل في تحمل الاضطهاد والإيذاء المعنوي والبدني في سبيل توصيل رسالة ربه إلى الناس، وهو رغم ما لاقاه من عنت وكفر وتكذيب وسب وشتم كان يبدو على الدوام رحمة للعالمين ، و أحرص على هداية قومه، حتى يعاتبه ربه على حزنه عليهم ، يقول تعالى :

" فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً " .

تحمل النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من البلاء والعناء، منذ أول يوم صدع فيه بالدعوة، ولقي - صلى الله عليه وسلم - من سفهاء قريش أذى كثيراً، فكان إذا مر على مجالسهم بمكة استهزؤوا به، وسخروا منه، يقول سفهاؤهم : هذا ابن أبي كبشة يُكلّم من السماء !! وكان أحدهم يمر على الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيقول له ساخراً: أما كُلمت اليوم من السماء؟!.

موقف آخر تعرض له الرسول - صلى الله عليه وسلم – فقد طاف يوما بالكعبة ، فجاء إليه رجال من قريش والتفوا حوله ، وتهجموا عليه ويقولون : أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا ؟؟
أنت الذي تقول كذا ؟؟
والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم : نعم . حتى جاء أبو بكر مسرعا ليدفع المشركين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فضرب المشركون أبا بكر ، وسقط على الأرض، وخلعوا نعالهم وأخذوا يضربونه على وجهه - رضي الله عنه - حتى انتفخ وجهه، وأغمي عليه .

وحُمل إلى بيته وهو مغشى عليه، وعندما أفاق سأل أولا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام اليه النبي - صلى الله عليه وسلم - واحتضنه وهو حزين .
هذه بعض المواقف ذكرناها للاعتبار والاقتداء به - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فعلى كل داعية أن يصبر على الأذى لأنه سنة من سنن الله تبارك وتعالى لمن سلك طريق الأنبياء قال الله تعالى:

{ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } .

نسأل الله تبارك وتعالى أن يجزيه عنا خير ما جزى نبياً عن أمته، وأن يرزقنا اتباعه والاقتداء به في جميع أمورنا بمنّه وكرمه . فيا أمة الحبيب محمد ، و الله إننا في بلاء شديد ولنا في رسول الله أسوة حسنة ، فالصبر الصبر على الابتلاء، والدعاء الدعاء للمستضعفين في الأرض ، ولا تقنطوا من رحمة الله ، فستعود العزة للمسلمين ، و ينتصر الإسلام بإذن الله .

__________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم