10-21-20, 07:37 AM
|
#88 |
| | | | | | | | | الهوايه » القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر | | | | |
هذا الحبيب « 78 »
السيرة النبوية العطرة (( الطائف الجزء الأول ))
__________
نحن الآن في السنة العاشرة من بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد قلنا إن هذا العام أطلق عليه {{ عام الحزن }} ، ولقد توفى فيه عم النبي أبو طالب ، وخديجة - رضي الله عنها - ، وتحدثنا أن قريشا اشتد إيذاؤها جداً للنبي - صلى الله عليه وسلم – من هنا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الأمور تفاقمت في مكة ، وأن تربة مكة لم تعد صالحة لرمي بذور الدعوة فيها ، أراد أن يدعو إلى الله في مكان آخر فاختار الطائف ، فلماذا اختار النبي - صلى الله عليه وسلم - الطائف ؟؟
لأن الطائف هي المدينة الثانية في الجزيرة العربية بعد مكة، وتعتبر مركزا تجاريا ، ومركز كثافة سكانية ، ولها مكانة في قلوب العرب ، وقبيلة ثقيف التي تحكم الطائف ، هي أكبر قبيلة في الجزيرة بعد قريش ،وسنرى ذلك بعد فتح مكة [[ إذا شاء الله و وفقني لأكمل السيرة ]]، سنرى كيف كانت الطائف هي المدينة الوحيدة التي استعصت على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، بالرغم من حصارها فترة طويلة ، حتى جاءت إليه بعد ذلك مسلمة .
إذن الطائف هي المدينة الثانية في الجزيرة بعد مكة، وإذا آمنت ، فإنّها تستطيع أن تقف في وجه قريش ، ولذلك كان اختيار الرسول - صلى الله عليه وسلم - للطائف للخروج إليها ودعوة أهلها .
الطائف كانت تسمى قرية، والآن تسمى في وقتنا الحاضر مدينة ، فهي تبعد عن مكة {{ ١٢٠ كيلو }} ، و الطائف كانت تعتبر مصيافا لمكة والمدينة وجدة وما حولها ، لذلك كان لسادة قريش في الطائف بساتين ، [[ اللي معروف عنا اليوم بالمزارع ، فلان الله رزقه واشترى مزرعة ، بس يزهق من بيته بروح بقعد بالمزرعة ، أو يصيف فيها ]] .
كان لسادة قريش في الطائف وعلى طريقها بساتين ، إذا اشتدّ الحر في موسم السنبلة [[ يعني شهر ٧ و ٨ ]] ،خرج أهل مكة إلى الطائف يستصيفون . مناخها يقال إنه يشبه مناخ فلسطين ، وثمارها كثمار فلسطين ، وعليها وعلى مكة أطلق القول بالقريتين عندما قال سفهاء قريش وسفهاء الطائف وهم يكذبون الرسول - صلى الله عليه وسلم -
{{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا القرآن عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }} يعني مكة والطائف .
فلما فقد الأمل - صلى الله عليه وسلم - في أهل مكة وسادتها ، توجه إلى الطائف ، فخرج ليلاً متخفياً إلى الطائف ، مشياً على الأقدام [[ لأنه لو خرج على راحلة لشعرت به قريش ]] ، خرج متسللا ، وخرج معه زيد بن حارثة متبنّاه .
يتبع . . .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
|
| |