الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-20, 07:03 AM   #93
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:42 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 79 »
السيرة النبوية العطرة (( الطائف الجزء الثاني ))
_________

وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف مشياً على قدميه
مسافة {{ ١٢٠كم }}، وكان السفر في شوال من السنة العاشرة، وكان يوافق {{ شهر ٦ __ عام ٦١٩ ميلادية }}، وطبعا في شهر ٦ تكون درجة الحرارة مرتفعة جدا في صحراء الجزيرة العربية ،ولا يستطيع الإنسان أن يسير أكثر من ١٠ دقائق فيها .

خرج - صلى الله عليه وسلم - هذه المسافة الكبيرة جدا مشيا على قدميه [[ لأن معنى ركوبه دابة : أنه سيسافر ، وهو لا يريد أن تعرف قريش تحركاته، حتى إذا لم ينجح في دعوة الطائف لا تشمت فيه قريش، وتستقوي عليه ]] . واصطحب معه {{ زيد بن حارثة }}

والذي كان اسمه حتى هذا الوقت {{ زيد بن محمد }} لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبناه كما أخبرتكم من قبل . هذا يوم واحد من أيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى يقول لنا إن طريق الدعوة إلى الله ليس بالسهل .

ولما دخل الطائف؛ كان من عادة العرب إذا أرادوا أمرا من قوم ، توجهوا إلى رؤوس القوم وسادتهم ، الذين إذا قالوا سمع القوم قولهم ، فتوجه - صلى الله عليه وسلم - إلى سادة ثقيف ، وكانوا ثلاثة أخوة : الكبير فيهم اسمه {{ عبد يا ليل }}،[[هكذا اسمه ، عبد يا ليل ، كأنك تغني موال]] الثاني اسمه {{ مسعود }}، والثالث اسمه،قيل {{ نعيم، وقيل حبيب }} هؤلاء سادة ثقيف في الطائف ، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إليهم .

[[ وهم يعرفون الرسول من قبل ، يعرفون أن هذا محمد بن عبدالله بن عبد المطلب؛ لأن الطائف ومكة ، تعتبران مجتمعا واحدا ، ولأن مجتمع مكة مختلط بمجتمع الطائف ، وقد وصلهم خبر محمد، وخبر دينه الجديد، وعندهم علم بموقف قريش منه ]] .

جلس - صلى الله عليه وسلم - إلى سادة ثقيف في الطائف ، والعرب كلها لا تنكر منزلة الضيف وحق الضيافة ، جلس - صلى الله عليه وسلم - عندهم، فلم يقوموا بحق الضيافة له ، ولم ير منهم حسن الضيافة ولا استقبالا حسنا، ومع هذا كله حبيبنا - صلى الله عليه وسلم - داعية إلى الله، ولا يريد ضيافة أحد ، يريد من الناس فقط أن يستجيبوا لدين الله، فعرض عليهم الأمر ، وطلب منهم أن يدخلوا في دين الله ،فمإذا كان ردهم عليه ؟

{{ عبد ياليل }} قال: ألم ير الله إلا أنت يا محمد، يبعثك رسولا إلى العالمين؟ لو لا أنزل على رجل من القريتين عظيم ؟ [[يعني لو نزل على شخص من سادة الطائف أو مكة عظيم ]]؟

أما {{ مسعود }} فقال : لئن كان الله أرسلك رسولاً، [[يعني لو ثبت أن هالحكي صحيح ، وأن الله أرسلك رسولا]]؛ لأمزقن ثياب الكعبة !!
[[يعني رح يغضب من ربنا !!!مش ملاقي غير هذا نبي !!! والله لأشق ثياب الكعبة إذا صحيح هذا الكلام ]]

أما {{ حبيب }} فكان أصلحهم بالرد؛ وقال : أنا لو أعلم أنك رسول من الله ، لا أكلمك أبداً ،لأنك إن كنت كما تزعم فأنت أعظم أن أكذبك ، وإن لم تكن كما تزعم ، فأنت أهون من أن أرد عليك .

فقام - صلى الله عليه وسلم - محزونا من عندهم ، وقبل أن يخرج من عندهم قال لهم : أما إذا قلتم ما قلتم، فإنّ لي مطلبا عندكم كضيافة [[ يعني أنتم ما أحسنتم ضيافتي ، اعتبروا هذا الطلب هو الضيافة ]]

قالوا: ما هو ؟ قال : أرجو أن لا تخبروا قريشا أني جئت إليكم ، [[ لأنه لو عرفت قريش أنه جاء للطائف، ستزداد العداوة ، لأن في عُرف قريش ذهاب محمد للطائف ، يعني أنه خرج يستنصر علينا بقوم آخرين ]] . قالوا : لا واللات لنرسلن إليهم الآن ، وأنت عندنا، ثم أمروا : قم يا فلان ، وأمروا فارسا أن يركب فرسه ويأتي قريشا ، ويخبر سادتها بأن محمدا يستنصر بثقيف عليكم . [[ حبيبي يا رسول الله ، أي بلاء هذا ؟؟

ورحلته - صلى الله عليه وسلم - استغرقت عشرة أيام إلى الطائف ، لأنه جاء مشياً على الأقدام ؛ الفارس يصل مكة ويخبر قريشا، ويرجع للطائف ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - مازال في طريق الرجعة ]] !!

خرج - صلى الله عليه وسلم - من عندهم وقد يئس أيضاً من أهل الطائف ،فلما خرج من عندهم ؛قاموا ونادوا سفهاءهم [[ فإنّ في كل مجتمع سادة وسفهاء، فهم سادة الطائف مش من مستواهم أعمال السفهاء فأرسلوا سفهاءهم ]] ، وقالوا لهم :إذا خرج محمد القرشي ، فارموا عليه الحجارة ، واشتموه، واصرخوا في وجهه ، وصفقوا وراءه حتى يخرج من أرض الطائف !!
[[ طيب لماذا هذه الهمجية يا طغاة ؟ إيمان ولم تؤمنوا!! وضيافة لم تضيفوا!! لماذا هذا الإيذاء ؟؟ لأن الإنسان بلا دين كما وصفهم الله :

{{ إن هُمْ إِلَّا كالأنعام ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }} ،الحمير خير منهم ]] . خرج - صلى الله عليه وسلم - ومعه زيد، وإذ بالسفهاء يصطفون في الطريق كالمراسيم ، اصطفوا على جانبي الطريق، فلما أراد الخروج أخذوا يصفقون ، ويصيحون في وجهه ، ويشتمونه ، ويضربون قدميه بالحجارة ، حتى سالت الدماء من قدميه الشريفتين ، وتلطخت نعلاه بالدماء الزكية .


ولما اشتد به الألم - صلى الله عليه وسلم - ولم يعد يقوى على المشي ، جلس يستريح ، فرموا الحجارة عليه ، فوقف زيد بينه وبينهم ، يتلقى الحجارة بجسده ، حتى شُج زيد في رأسه ، وفي وجهه وجسده جراح كبيرة وكثيرة - رضي الله عنه - وأرضاه ، وظلوا يطاردونه مسيرة

{{ ٥ كيلو متر }} كاملة ، حتى استطاع - صلى الله عليه وسلم - الخروج من أرض الطائف ، فوجد بستان وكان هذا البستان لابني ربيعة {{ عتبة وشيبة ، وهم من سادة مكة}} ، وكان هذا البستان قريبا من الطائف ، ولكنه ليس من أرض الطائف .

فلما رأى البستان ، ذهب وجلس تحت ظل شجرة ، وأفاق من الصدمة والأزمة التي مر بها ، والأوجاع والدماء تسيل منه - صلى الله عليه وسلم -
ثم رفع طرفه إلى السماء ودعا . . . يتبع . . .
________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم