الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-20, 07:22 AM   #97
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:33 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 83 »

السيرة النبوية العطرة (( مبايعة الجن للنبي - صلى الله عليه وسلم - ))
_________

تشكل بشكل آدمي ، ثم تقدم للنبي - صلى الله عليه وسلم - فسلم عليه ، وقال : سمعتك تقرأ كلاما لا هو كلام جن ولا إنس ، وأنا أمير من الجن ، ومعي إخوتي وقفوا بعيدا كي لا يفزعونك ، فقال له - صلى الله عليه وسلم - : ادعهم فليأتوا ، فلما حضروا وسلموا على الرسول ؛

دعاهم - صلى الله عليه وسلم - إلى الله فأسلموا ، و واعدوا الرسول بأن يخبروا قومهم ، ويحضرونهم إليه ، كي يبايعوه على الإسلام ، ثم انطلقوا إلى أهلهم .
قال تعالى :

{{ و إذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القرآن فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إلى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إنا سَمِعْنَا كِتَابًا أنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إلى الْحَقِّ وَإلىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأرض وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }}

في اليوم الثاني، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته ، جاء أمير الجن السبع الذين بايعوه ، واستأذن النبي بالدخول ، ودخل على هيئة آدمي وقال :
يا رسول الله ، إنا دعونا قومنا كما أمرت واستجابوا لله ورسوله ، وهاهم قد قدموا كلهم إليك من نينوى، يريدون مبايعتك ، كل قبائل العراق من الجن حضرت فقال له - صلى الله عليه وسلم - : أين هم ؟

قال : تركناهم عند جبل الحجون [[أهل مكة يعرفون هذا الجبل - كذلك من ذهب عمرة - وفيه مقبرة مكة ، مقبرة الحجون ]] ، قال له - صلى الله عليه وسلم - : امكثوا في الحجون ، وأنا أذهب إليهم . [[ تخيلوا قبيلة من الجن ؛ جن العراق كلهم لو دخلوا مكة لهربت قريش كلها ]] .
فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحجون . . .
[[ وفي هذه القصة روايتان ؛ أن هذه الليلة خرج النبي وحده ، وكان عددهم يقارب الألف ، وكان لهم عودة ثانية ، وكان عددهم عشرين ألفا ، وخرج معه عبدالله بن مسعود ، وسنأخذ برواية عبد الله بن مسعود ، لأن هذه الرواية أخرجها مسلم في صحيحه ]] .

قال ابن مسعود : خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا اقتربنا من الحجون ، خط لي رسول الله برجله خطا في الأرض وقال: اجلس هنا ولا تتجاوزه [[ أي لا تتحرك من هذا المكان ، لأن عالم الجن غير عالم الإنس ]] وتقدم - صلى الله عليه وسلم - إليهم فاستقبله رؤساء الجن، وأخذ يصافحهم وجلس إليهم . يقول ابن مسعود وهو يصف المنظر للصحابة :

ثم جاءت أفواجهم كأنها سحاب ، قال : " كأنهم الزط " سود يركب بعضهم فوق بعض، حتى اقتربوا من رسول الله ، فحجبوه عني وازدحموا عنده ،فلم أعد أراه .
قال تعالى:{{ كادوا يكونون عليه لبداً }}، [[ لبدا ركوبهم فوق بعضهم البعض وازدحامُهم على رسول الله ليسمعوا منه ]]. يقول ابن مسعود :

وأمضى الليل كله معهم حتى الفجر، وأنا لا أرى إلا سوادا ، فوقه سواد ، فوقه سواد ، حتى حجبوا ما بيني وبين رسول الله إلى السماء ، فلما كان الفجر سمعت لهم أزيزا وأصواتا ، وأخذوا ينقشعون كأنهم سحابة تتلوها سحابة ، وبايعوا الرسول على الإسلام ، وسلم عليه أمراء الجن ، وودعوه .

يقول ابن مسعود : حتى إذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - سمعته يحدث أقواما لا أراهم !!!! يقول لهم : لكم كل عظم وروث . فلما تقدم مني رسول الله مددت يدي كي أصافحه ، فمد يده، فوجدت يده حارة جداً [[ مثلما تضع يدك على شيء حار يلسع يدك فتسحب يدك بسرعة ]] !!

فقلت بأبي وأمي أنت يا رسول الله ما هذا ؟!! قال: من مصافحة إخوانك من الجن ، فإنّهم مخلوقون من نار {{ وخلق الجان من مارج من نار }} فقال ابن مسعود : يا رسول الله سمعت أزيزا ، وسمعت أصواتا !!

قال له - صلى الله عليه وسلم - :

أما تلك الأصوات فسلامهم عليّ ، وهم يودعونني مرتحلين إلى بلادهم . قال : سمعتك تقول ولكم كل عظم وروث !؟
فقال له : أخبرتهم بعد إسلامهم ، أنه لا يحل لهم أن يعتدوا على طعام مسلم فيأكلوا منه ، فقالوا : يا رسول الله، يضيق بنا الرزق [[يعني بصير صعب علينا نلاقي أكل]] فقلت لهم : لكم كل عظم وروث ، أما كل عظم ، فلكم أن تجدوه مكسوا لحما كما كان [[ نحن نرمي العظام بعد الأكل وعالم الجن لا نراه ، ولا نرى ما يأكلون ، أما في عالمهم هذا العظم يكسوه الله لحما يأكله إخواننا من الجن ، وكل روث تعود علفا لدوابهم ، ... بقايا الخضرة مثلا : ترمي قشرة البطيخ ، يكسوها الله في عالمهم ليطعموا دوابهم ]] .

وقد جاء تشريع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك قال - صلى الله عليه وسلم


- : {{ إذا قضى أحدكم حاجته ، فلا تستنجوا بعظم ولا روث ، فإنّه طعام إخوانكم من الجن }} . فيا مؤمن لك إخوان من الجن المسلمين ، إخواننا في لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فكل عظم ترميه ، اذكر اسم الله عليه ، لأنه يرجع لإخواننا المسلمين من الجن لحما يأكلون منه .
يقول ابن مسعود: ثم أخذني النبي - صلى الله عليه وسلم - وأراني مباركهم ، وآثار نيرانهم ، فقد صنعوا طعاما ، وشربوا شرباً في جلوسهم عند النبي صلى الله عليه وسلم .

وفي إسلام الجن ومبايعتهم جبر خاطر لقلب رسولنا الكريم ، [[ بمعنى إذا رفضت الطائف دعوتك يا رسول الله سأصرف إليك نفر من الجن ليدخلوا في هذا الدين ]] .

والمسلم على يقين أن الجن المسلم لا يؤذي أحدا ، وأنهم غير قادرين على دفع الأذى أو جلب الخير للبشر، أو العلم بالغيب كما يدّعي الدجالون و المشعوذون، فالأمور كلها بيد الله ، و الشعوذة و الدجل و ادّعاء العلم بالغيب في التعامل مع الجن ، كل ذلك غير مقبول في شريعتنا ، و المسلم يعالج مس و أذى الجن الكافر بالقرآن و الذكر و الدعاء كما علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم .
______


اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم – في جنّات النّعيم