ليست المقابر هي التي ندفن فيها الموتى فقط...
ربما نكون نحن مقابر...ربما قلوبنا ...واما الضحيه المدفونه فهي أشياء بالصدر حيه...
لم أدفنها بعد أن فارقت الحياه..
هي لازالت على قيد الحياه وتنبض..
أعدت إلى عصر الجاهليه وأيام الوأد..
أعدت إلى الزمن البعيد ذاك..
لقد أنمحت هذه العاده من هذا الكوكب فلما ظهرت أنا لأمارسها ..
أنا لست أنثى تقليديه فلما أذاً تركت كل هذه التقاليد وتمسكت بهذه العاده...

وربما أكون أنا أول من رأف لحال المقابر...فأنا رأيتها تعاني ما أعانيه...
مهلك جداً شعور المقابر وأن تدفن بجوفك أشياء لطالما حاربت لأجلها ...
منذ زمن كنت أتأمل المقابر وأتعجب من ذاك الهدوء الجامح ..
رغم كثرة الجثث بجوفها ..
أما الأن فلم أعد أتعحب فقد فهمت سياسة المقابر...

تبدو بمنتهى الهدوء وبجوفها حروب تقام....

والمؤسف أنني لم أفهم هذه السياسه إلا عندما أصبحت سياستي أنا..


مابين صدري والمقابر علاقات بالاسم والمعنى ودفن الضحيه
ويكمن الفرق بأن تلك المقابر تدفن أموات أما أنا فأدفن أشياء بالصدر حيه....


ربما أصبحت من أفضل مشاويري هي تلك التي أذهب فيها إلى زيارة المقابر فهي رغم الشعور الغريب الذي يجتاحني عند دخولها إلا أنني أستمد منها القوه ...

لازالت رغم كثرة الموتى بجوفها تتسم بالهدوء...
ولازلت رغم المقابر والحروب بداخلي أتسم بالهدوء أيضاً ...

يالها من حقيقه ...لقد أصبحت مقبره..


روز*