الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-20, 07:52 AM   #98
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:25 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 84 »
السيرة النبوية العطرة (( الإسراء والمعراج .. الجزء الأول ))
________

دخل مكة - صلى الله عليه وسلم - بجوار المطعم بن عدي بعد أن رجع من الطائف ، ولم يلق منهم أي خير ، وفي هذه الظروف الصعبة ، كانت رحلة {{ الإسراء والمعراج }} كأنها جاءت مواساة لِما لاقاه من أهل الطائف وقريش وكأن الله يقول لنبيه - صلى الله عليه وسلم - :

{{ إذا كان هذا ما لقيته يا رسول الله من أهل الأرض ، فتعال وانظر إلى مكانتك عند أهل السماء }}.
الإسراء والمعراج ... ليست مناماً كما يدّعي البعض
قال تعالى :

{{سبحان الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ أنهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }} ، تبدأ الآية الكريمة بقوله تعالى : {{ سبحان } ،والتسبيح [[ هو تنزيه الله تعالى عن النقص والعجز]] ، فعندما يقول :

{{سبحان الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ }} ، يعني هذا الإسراء أمر معجز وعظيم ، ولو كان الأمر مناماً - كما يجادل البعض في هذا الأمر- لما كان معجزاً ، وما كان مستعظماً، ثم قال :

{{ بِعَبْدِهِ }} ، والعبد هو مجموع الجسد والروح ، ولو كانت رحلة {{ الإسراء والمعراج }} مناماً ، لما سخرت قريش وضاجت و استهزأت عندما أخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الرحلة ؛ ولو كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر قريشا أنه رأى في نومه كذا وكذا ، لما قامت الدنيا وقعدت عندما أخبرهم !!

لأن [[ أي واحد منا لو يرى مناما : كأن يسافر مثلا أو يطير أو يصعد فوق الغيوم ، ثم يخبرأي إنسان بما رأى، لما أنكرعليه كلامه ]] ، فهذا أمر طبيعي عند البشر .

لم تمض ليلتان أو ثلاث على إيمان الجن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - [[ أرجح الروايات تقول الليلة السابعة من رجوع النبي من الطائف ]] ، وكان يبيت في بيت أم هانئ

[[ بنت أبي طالب ، أخت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بنت عم النبي ]] ، وكان في الخمسين من العمر .
هناك روايات كثيرة تعددت : بعضها يقول : كان في حجر الكعبة ، والبعض قال : في بيته، ولكن أكثر الروايات في بيت أم هانئ ، نحن نأخذ جوهر الموضوع ، ليس مهما أين كان النبي ؟ المهم جاءه جبريل في منتصف الليل ، جاء جبريل وناداه ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - نائما فأيقظه جبريل من النوم، وسلم عليه، وقال له : يا محمد ، استعد للقاء الله ... للقاء الله !! كيف سيكون لقاء الله ؟!!! قال له جبريل : الله يدعوك لزيارته ،،، الله يدعوني لزيارته ؟! قال : نعم ، الله يدعوك لزيارته في السماوات .

نقف هنا عند موضوع مهم ، لنغسل أذهاننا من بعض الشوائب العالقة :
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو أعلم الخلق بالله عزوجل ، ومن شرعه - صلى الله عليه وسلم - تعلمنا {{ أن الله عزوجل }}

لا يقالُ عنه متى كان ؟ولا أين كان ، ولا كيف ؟؟ لا يتقيدُ بالزمان ، ولا يتخصصُ بالمكان ، ولا يشغلهُ شأن عن شأن، ولا يلحقهُ وهمٌ ، ولا يكتَنِفُهُ عقلٌ، ولا يتخصَّصُ بالذهن، ولا يتمثلُ في النفس، ولا يتصور في الوهم ، ولا يتكيّفُ في العقلِ ، لا تلحقهُ الأوهام والأفكار {{ لَيْسَ كَمِثلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }} .

سؤال : لو قلنا لأي إنسان قم لزيارة ربك ، هل الله عزوجل يتخصص بمكان لأذهب لذلك المكان حتى أصل إليه ؟؟!! الله عزوجل معنا أينما كنا : {{ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }} إذن ؛ كيف يذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - للقاء الله ؟؟

الحديث ببساطة أن هذا الانتقال في رحلة الإسراء و المعراج هو كرامة لنبينا - صلى الله عليه وسلم – وبيان منزلته العظيمة عند الله .
فالله عزّ وجل - مقدس عن الجهات ، ولا يوصل إليه بالحركات

[[ يعني أية وسيلة مواصلات لا تنفع للوصول إلى الله، حتى البراق ]] ، ومن اعتقد أنه سبحانه وتعالى يوصل إليه بالخُطى [[ أي بالمشي والسفر ]] فقد وقع بالخَطأ ، فما حدث هو كرامة ومعجزة خاصة بالرسول – صلى الله عليه و سلم - حتى أنّ أهل السماء جميعهم ، مفتقرون إلى الله ، متشوقون لقربه ، وكل الأبواب مسدودة بينهم وبين الله ، إلا بابا واحدا، هو محمد رسول الله ،

لا ينظرون إلى موضع في السماء منذ أن خلقهم الله ، إلا وجدوا اسم الله مقرونا بمحمد ، {{ لا إله إلا الله ، محمد رسول الله }} قال تعالى : {{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }} .

صلوا ياملائكتي على محمد ، تصلكم أنواري ومعرفتي ، فالله يصلي عليه ، ويمده بالأنوار الإلهية ، وتستمد منه الخلائق - كل الخلائق - الأنوار المحمدية ، {{ إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ }} ، حتى الأنبياء مأمورون باتباعه - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُخلق ، مأمورون هم و من تبعهم من قبل :

{{ وَإِذْ أخذ ٱللَّه مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّنَ لَمَآ ءَاتَيْتُكُم مِّن كِتَٰبٍۢ وَحِكْمَةٍۢ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥ ۚ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأخذتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِى ۖ قَالُوٓاْ أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأنا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّهِدِينَ }} .

{{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }} ،

كان الملأ الأعلى كلهم ، ينتظرون عروجه - صلى الله عليه وسلم - وكأنهم يقولون : نحن من العالمين ، فلا بد لنا من نصيب من تلك الرحمة ، فشرّف عالم الملكوت ، كما شرفت عالم الملك ، وشرف بقدميك قبة السماء ، كما شرفت بهما أديم البطحاء .

وقد أسري بالرسول – صلى الله عليه وسلّم – بالروح و الجسد ، وليس بالروح فقط كما تحدّثت بعض الروايات ، فهي معجزة خالدة ، وليس مناما.

لو أردت أن أذكر تفاصيل الإسراء والمعراج ، الضعيف منها والصحيح ، لذكرت أمورا كثيرة ... ولكن سأكتفي بما ورد بالصحيح منها في كلامي لأني لا أحب الجدال ، فنحن أصبحنا في زمن لا يجيد فيه بعضنا غير الجدال
_______

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم