في المقهى ..
_ إذا سمحت كأس قهوة آخر
_ لكنه يا آنسه الكأس العاشر
_ حسناً ، سيكون الأخير
_ كما ترغبين لكن لا تكثري منها .. دقائق و تكون قهوتك جاهزة

ما شأنگ ايها الغريب ما شأنگ
بسبب هذا الغريب
عادت بي الذاكرة للوراء ..

كنت و صديقتي في المقهى
قلت لها لا تكثري من شرب القهوة
قالت تعودت
و كأنها تقول فات الاوان عن التراجع
و كأنها تخبرني بأنها ادمنت
قلت بنفسي ألهذه الدرجة
قلت أيضا مستحيل ان يهزمني فنجان قهوة و رائحة قهوة

إلى ان اتى ذاك اليوم الذي شربت مع العائلة القهوة
في ذاك الوقت كنت تعيسة لدرجة عنيفة
لم اكن اعي خطورة هذا الفنجان
كان هذا الفنجان دواء للحزن الذي تغلغل روحي وقتها
و لكننا نعلم أيضا ان الافراط من شرب الأدوية يسبب الموت

كنت و للمرة الاولى اشرب قهوة سادة
لم اكن افضل السادة بشيء ابدآ
الساده لمشروب يا لمرارة المذاق
كنت دوما افضل الحلويات
في تلك اللحظة و أنا أشرب القهوة مع العائلة
لم اشعر بمرارة المذاق يومها
من مرارة الشعور الذي عشته

و من وقتها اقنعت نفسي بأنها دواء لكل جرح
عليك بتجرع مرارة القهوة مع كل حزن
و كأني أتخذت منها قاعدة لأوجاعي


ادمنتها دون حذر
للمرة الاولى لا اكون حذره
لم اتوقع ان هذا الفنجان يحتاج إلى الحذر الكبير

و من وقتها اصبحت اعالج حزني بالقهوة و رائحتها
و عندما اقرر الهرب منها اعود إليها بملئ إرادتي

و الان اتى من يخبرني بأن لا اكثر من شربها
كيف اقنعه انه فات الاوان على هذا الكلام
إن قلبي يضخ دم و روحي تضخ قهوة
القرار لك أن تكون القهوة إدمان او لجوء او لا شيء