عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-20, 08:28 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي من أسباب حرمان الرزق؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أي هذه الأمور هي من أسباب حرمان الرزق؟
1- ذنوبي، فالله يعاقبني بحرمان الرزق؟
2- أن يكون هذا ابتلاء من الله ليختبر إيماني؟
3- أن يكون هذا الرزق نقمة على حياتي فيمنعه الله عني رحمة بي؟
4- أم بسبب أني لم آخذ بالأسباب الكافية لتحقيق الرزق؟


الجواب: فكل واحد مما ذكر يصلح أن يكون سببا في منع العبد من شيء من الرزق:


- فقد يُمنعُ بسبب ذنوبه؛ كما في الحديث: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ.) رواه أحمد وابن ماجه.

- وقد يُمنعُ رحمةً به وحماية له من أضرار الدنيا ففي الحديث: (إنَّ الله لَيَحْمي عبدَهُ المؤْمِنَ الدنيا وهو يُحِبُّه، كما تَحْمونَ مريضَكُم الطعامَ والشرابَ.) رواه الحاكم.

- وقد يقصر العبد في شيء من الأسباب فيفوته الرزق.
وفي كل الأحوال لا يمكن الجزم بأنك مُنِعْتَ الرزق بسبب هذا أو ذاك، فالأمر غيبٌ، ولست مطالبا شرعا بأن تعلم السبب بعينه بقدر ما أنت مطالب بالصبر والتوبة من الذنوب، وبذل الأسباب مع حسن الظن بالله، والتوكل عليه. فلا ينبغي أن تصرف همتك عن هذه الأمور المطالب بها شرعا، وتبدد طاقتك العقلية في البحث لمجرد معرفة السبب.

ولا يطالب العبد في هذا المقام إلا بأمرين:
الأول: أن يبذل الأسباب المشروعة لتحصيل الرزق الحلال.

والثاني: أن يرضي بما قسمه الله له، فإن قضاء الله لعبده المؤمن ـ دائما ـ هو الخير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(عجبا لأمر المؤمن ـ إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ـ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.) رواه مسلم.

ولعل أمرا يكرهه الإنسان ويحزن لحدوثه وهو في الحقيقة محض الخير له، قال الله سبحانه: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة:216].


وأما عن سبيل سعة الرزق فقد بينه الله عز وجل بما يكفي ويشفي ويغني عن قول كل قائل، فقال تعالي: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.} [الطلاق 3,2].

وكذلك بر الوالدين وصلة الرحم من أسباب الرزق، كما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه.)

وفي النهاية ننبه على أن السعادة في هذه الدنيا ليست بوفرة المال، وإنما هي بالإيمان والقناعة والرضى، وإن الدنيا أهون من أن يضيق الإنسان ذرعا لقلتها في يده، ففي صحيح مسلم عن جابر:

أن النبي صلى الله عليه وسلم: مر بالسوق والناس كنفيه فمر بجدي أسك ميت فتناوله فأخذ بأذنه فقال:

(أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟)

فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟

(أتحبون أنه لكم؟)

قالوا: والله لو كان حيا كان عيبا فيه، لأنه أسك فكيف وهو ميت؟ فقال:

(والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم.)