عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-20, 08:33 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:57 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي نجحت فى العلوم و سقطت فى (القلة)!!!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة حقيقية واقعية .
كان يحلم دائماً بمستقبل باهر مشرق يجمع فيه بين المال والجاه والسلطة وقد وجد الطريق إليهم جميعاً فى العلم فأقبل عليه بنهم حتى وصل قمة الهرم العلمى بحصوله على الإجازة العالمية ( الدكتوراه ) فى العلوم الشرعية وتخصص فى فرع دقيق منها و هو الفقه المقارن .. لكن شيئاً من آماله لم يتحقق بعد ..
وذات يوم أحس أنَّ حلمه قد بزع فجره و أوشك أن يتحقق شىء منه .. بعدما قرأ إعلاناً فى إحدى الصحف المحلية أن إحدى الدول الخليجية الغنية بالنفط تطلب أساتذة فى الفقه المقارن تنطبق شروطها عليه تماما وكأنها تعنيه هو ..
لبس الأستاذ أبهى حلة لدية و انطلق مسرعاً إلى السفارة متفائلاً ومبتهجاً بدونه من تحقيق حلمه ..
وفى السفارة ادخلوه على اللجنة العلمية التى شكلتها الجامعة من أكبر علمائها لاختيار اللائقين من المتقدمين للوظائف المطلوبة الذين استقبلوه بحفاوة شديدة و رحبوا به أبلغ ترحيب ..
قدم لهم أوراق ترشحه وسيرته الذاتية والعلمية التى انبهروا بها وجعلتهم يعظمون من شأنه ..
وبدأوا معه الأسئلة الشفهية والمناقشات العلمية وكانت إجاباته دقيقة بليغة و ردوده موفقة بارعة زادتهم إنبهار بعلمه وفقهه و إعجاباً بذكائه وفطنته .. وقد حصل على الدرجة النهائية فى جميع الفروع (القرآن والحديث والفقه) بإجماع اللجنة العلمية ..
و بدأ فى تلقي التهنئة بالنجاح والقبول من أعضاء اللجنة والحاضرين معه .. غير أن الأستاذ أحس بالعطش الشديد بعد هذه المناقشات الحامية فطلب ماء .. فأشار له أحد أعضاء اللجنة إلى (قلة ماء) موضوعة على الشباك ..
فانطلق نحوها فشرب منها ثم عاد إلى رئيس اللجنة يسألة :
- متى سيكون السفر إن شاء الله؟
- فأجابه الشيخ : لا سفر .
- اندهش الأستاذ قائلا : وكيف ذلك ؟! ألم تخبرني منذ قليل أنني نحجت و قبلت؟!
- قال : بلى .. لقد نجحت فى الاختبار النظري الشفهي لكنك رسبت فى الامتحان العملي .
- فتعجب الأستاذ و زادت دهشته و قال : لكنى لم أمتحن عملياً !
- فأجابه الشيخ : بل امتحنت عملياً و رسبت .
- قال : متى ؟! وكيف ؟!
- قال الشيخ : عندما تقدمت لتشرب الماء ..
تناولت (القلة) بشمالك .. و لم تسم الله .. ولم تجلس لتشرب كالسنة .. ولم تشرب ثلاثاً .. و لم تحمد الله بعدها .. فعلمت أنك لا تعمل بعلمك و أنك من الذين يقولون ما لا يفعلون .. فلا حاجة لنا بك .. إننا نريد لأبنائنا قدوة يقتدون به فى عمله قبل أن يأخذوا عنه علمه !
فكان إذا سئل عن نتيجته المقابلة تلك قال : نجحت فى جميع العلوم الشرعية و سقطت فى (القلة) !
فكم منا يعلم الكثير و الكثير عن أمر دينه و لا يعمل به !!
اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً .

دمتم بعافية