الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-20, 08:08 AM   #107
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 93 »
السيرة النبوية العطرة (( استقبال قريش خبر الإسراء والمعراج ))
________
رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته الذي خرج منه - بيت أم هانئ- قالت أم هانئ : فقدتك في الليل فلم أجدك !!

[[ لأنهم كانوا يخافون عليه ، وقد اشتد أذى قريش له ]] . فقدتك فلم أجدك أين كنت ؟ قال : يا أم هانئ ، لقد أسري بي الليلة ، إلى بيت المقدس وعُرج بي إلى السماء ، واجتمعت بالأنبياء جميعهم ، وفرض الله علي وعلى أمتي خمس صلوات في اليوم والليلة ، وها أنا قد عدت إليكم .

فأمسكت به رغبة ورهبة [[ رغبة محبة بالبشرى التي يحملها ولايتحملها عقل ، ورهبة خوفا من قريش أن يكذبوه فإنّ العقل لا يتحمل ذلك ]] ، قالت : بأبي وأمي أنت ؛ أمحدث قومك بهذا ؟ قال : نعم . قالت : لا تفعل فإنّهم مكذبوك . فقال : والله سأحدثهم ولو كذبوني .
وهذا درس لجميع الدعاة ،أن يبلغوا أمانة الله إن رضي الناس عنهم أو غضبوا. يقول - صلى الله عليه وسلم - {{ ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس }} .

فجلس - صلى الله عليه وسلم - في داره حتى أشرقت الشمس ، ثم ذهب إلى الكعبة وجلس في حجرها ، وكان مسروراً لما جرى له من تكريم الله له ، كان جالسا ... وبدأت قريش تستيقظ من نومها ، وسبحان من ساق إليه فرعون هذه الأمّة !! أبو جهل كان أول واحد يقابل النبي قبل غيره ، مر به ورآه جالساً ، فقال : ها يا محمد ، هل من جديد ؟

[[ يعني في شيء جديد عندك ؛ يعني يسأل باستهزاء ]] ؟؟ قال : نعم . فقال أبو جهل : هاتِ ما عندك . فقال له – صلى الله عليه وسلم : لقد أسري بي الليلة إلى بيت المقدس ، واجتمعت بالأنبياء، وصليت بهم .

قال أبو جهل : الليلة ؟! قال له : نعم . قال أبو جهل : وعدت إلينا قبل أن يطلع النهار ؟!! قال : نعم . فذُهل أبو جهل ، " وخاف إن هو فارق النبي كي يُحدث الناس بما يقول ، أن يرجع إلى النبي فيرجع النبي عن أقواله ، فيُكذب أبو جهل ، فلم يحرك قدميه من مكانهما " وبقي واقفا مكانه أمام النبي قائلا: يا محمد، و إن اجتمع عليك قومك ؛ هل تحدثهم بما حدثتني ؟

قال : نعم . فصاح أبو جهل بأعلى صوته : يا آل بني لؤي .. يا آل بني كعب .. يا آل بني فهر ... نادى لكل قريش ]] . فهُرع الناس وأخذوا يجتمعون .

قالوا : ويحك ماذا بك يا أبا الحكم ؟ ! قال : اسمعوا محمدا ماذا يقول ؟!! فحدثهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بما قال لأبي جهل، فقاطعه أبو جهل ، و قاطعه الناس قائلين:عدت إلى مكة قبل أن يطلع النهار!!؟ قال : نعم ... يقول الصحابة [[ حيث كانوا واقفين بين الناس ]]

يقول الصحابة : ف راع قريشا الخبر ، فهم بين مصفق ومصفر وواضع يده على رأسه [[ وهذه من عادة العرب، من كبر المسألة يضع يده على رأسه، يعني وااااال ]] ،وبين واضع يده على خاصرته، أي انصدموا وهنا أسرع أبو جهل ، يبحث عن أبي بكر الصديق لكي يخبره ، ماذا يقول صاحبه محمد .
أسرع أبو جهل يبحث عن أبي بكر الصديق ، حتى إذا لقيه قال : يا أبا بكر، أبلغك ما يقول صاحبك اليوم ؟؟

قال : ماذا يقول ؟ قال : يزعم أنه قد أتى بيت المقدس الليلة! ورجع في جزء من الليل قبل أن يطلع النهار! [[ انظروا إلى جمال و فصاحة أبي بكر ، الكيّس الفّطن الذي ترجم بأعماله وأقواله تعاليم الدين ، قبل أن يتعلمها ، ترجم الإيمان قبل العلم به قبل أن تنزل الآية من القرآن

{{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا }} ، وأبو جهل أكثر من فاسق ، وجاء بخبر لا يقبله العقل وليست العاطفة التي سوف تحكم أبا بكر . أبو بكر أراد أن يستوثق ، من كلام أبي جهل حتى لا يجعل الدين ألعوبة :[[ يحكيله اه صدق وبعد شوي يطلع أبو جهل كذاب ]] !! فماذا قال أبو بكر ؟؟

أحدثك رسول الله بهذا ؟
[[ أريتم سؤاله ؟؟

لم يتسرّع في الإجابة ، هكذا المسلم الفطن ، وهكذا قال الصحابة .. أوتينا الإيمان قبل القرآن .. القرآن لم ينزل كاملا بعد ، وهناك كثير من الفرائض لم تفرض بعد .. ولكن إيمان الصحابة كامل ، ونحن في زماننا : جدال و مناكفات ، نختم برمضان القرآن ٤ مرات و٦ و١٢ مرة ونتسابق ، و نعمل جوائز !! ولا نفهم من آياته إلا القليل القليل ]] ، أبو بكر ترجم الإيمان قبل العلم ، قال : أحدثك رسول الله بهذا ؟ قال : نعم . وهو الآن عند قومك يحدثهم هذا الحديث . فقال أبو بكر الصديق :
{{ إن كان رسول الله قد قاله ، فقد صدق ، فإنّي أصدقه بما هو أبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء يأتي في غداوة أو رواحة }}

ومضى أبو بكر حتى جاء الكعبة ، وقد تجمع الناس حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - واخترق جموع الناس متقدماً إلى النبي وقد ، استوثق من الخبر ، وأصبحت المسألة عنده يقيناً ، تقدم إلى النبي ولم يسأله ، تقدم أبو بكر من غير أن يتكلم بكلمة واحدة ،وأمسك برأس النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبّله أمام هذه الجموع كلها، وصافحه ، وصاح أمام الجموع وهو مبتسم : هنيئا لك رحلتك المباركة يا رسول الله .

{{ فسمي الصديق من ذلك اليوم }} ،ومنه نتعلم أيضا الإيمان بالغيب طالما صحّ فيه خبر، رضي الله عنك وأرضاك يا حبيبنا يا أبا بكر، ما أروعك ! وما أعظم موقفك !
بعد ما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - قريشا برحلة الإسراء ، طلبوا منه أن يصف لهم المسجد الأقصى ، ووافق وصفه للمسجد ، ثم طلبوا منه أن يخبرهم عن قافلتهم القادمة من الشام ، فوافق كلامه عن القافلة كل الوصف ، فما كان من أبي جهل إلا أن قال : أشهد يا محمد أنك ساحر!!!

[[ وهذه صفة الكفار دائما : التكذيب للعقيدة و السخرية منها ]] !!!
انظروا كم عانى الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الكفار !!
__________________

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )