الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-20, 08:03 AM   #110
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:01 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 96 »
السيرة النبوية العطرة (( مفاوضات مع القبائل وقرار الهجرة جزء 2 ))
________

المفاوضات مع قبيلة {{ بني شيبان }}
وقد خرج اليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكان معه {{ أبو بكر الصديق و علي بن ابي طالب }} ، يقول علي بن ابي طالب - رضي الله عنه - : خرجنا حتى وصلنا إلى مجلس عليه السكينة والوقار، [[ يعني وجدوا رجالا جالسين ، لا يعرفون من أية قبيلة ، ولكن يكسوهم الوقار والهيبة ]] فقال أبو بكر لهم : من القوم ؟؟ قالوا: من قبيلة {{ شيبان بن ثعلبة }} ، فالتفت أبو بكر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: بأبي وأمي ، هؤلاء غُرَر الناس [[ يعني كبار القبيلة ]] ، وكان يجلس بينهم رجل اسمه {{ مفروق }} .

يقول علي - رضي الله عنه - كان مفروق قد غلبهم لسانا وجمالاً ، فاستأذنوا بالجلوس ، فجلس أبو بكر بجانب {{ مفروق }} فقال أبو بكر- رضي الله عنه - لمفروق : كيف العدد فيكم ؟ فقال مفروق: إنا لا نزيد على الألف ولن تُغلب ألف من قلة [[ لأنه فهم أنهم يريدون المساعدة ]] ، فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم؟ فقال مفروق :

إنا لأشد ما نكون غضباً حين نُلقى [[ أي حين القتال ]] وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد ، [[ يعني الاهتمام بمعدات القتال أهم من أولادنا ]] ، ونؤثر السلاح على اللقاح ، [[ أي نهتم بالسلاح أكثر من اهتمامنا بالنوم مع النساء " أريتم يا خير أمة ؟! مع أنهم قوم أهل جاهلية، لكن ما يبيع ما فوقه وتحته مشان بنت حكت معاه كلمتين حلوين ، ويخرب بيته وبيت أولاده ، قال شو ؟؟ نزوة !!! ]]
ثم قال مفروق لأبي بكر: لعلك أخو قريش؟

[[ أ أنت ذلك الرجل الذي تتكلم عنه قريش و انتشر خبره بأنه نبي ؟؟ ]] فقال أبو بكر: فها هو ذا ؛ وأشار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فالتفت مفروق إلى رسول الله قائلا : إلام تدعونا يا أخا قريش؟ فقال له الرسول : {{ أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تؤووني وتنصروني، فإنّ قريشا قد تظاهرت على الله، وكذبت رسوله ، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد }} فقال مفروق : وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش؟

فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى :
" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم مِّنْ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"


فلما سمع مفروق كلام الله ذُهل وتأثر وقال : دعوت والله إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك ، وظاهروا عليك ... فوالله ما سمعت كلاما أحسن من هذا!! ثم نظر مفروق إلى شيخهم وقال : يا أخا قريش ، هذا {{ هانئ بن قبيصة}} وهو شيخنا ، فقال هانئ:

قد سمعت مقالتك يا أخا قريش ، وإني أرى تركنا ديننا واتباعنا دينك لمجلس جلست إلينا ، لذل في الرأي، وإن الزلة مع العجلة، يعني : [[ يعني أنا سمعت كلامك بس من جلسة واحدة لا ينفع أخذ القرار فيه ]] ، وإنا نكره أن نعقد على من ورائنا عقدا
[[ لا يجوز أن نتفق معك ، ولم نأخذ رأي قومنا ]] ، ولكن نرجع وترجع وننظر.

ثم نظر هانئ إلى رجل آخر يجلس معهم ليشاركهم الحديث ، وهو{{ المثنى بن حارثة ، وقد أسلم بعد ذلك }} قال : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش ، والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة ،[[ يعني هانئ قال الصواب ]] ، ونحن نزلنا بين صَرَيَين أحدهما اليمامة والآخر السَّمامة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما هذان الصريان ؟؟ قال: أنهار كسرى، ومياه العرب .

[[ بمعنى يقول للنبي : نحن عايشين في منطقة بين نارين ، بين كسرى وبين العرب ]] ، فأما ما كان من أنهار كسرى ، فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول، وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى، أن لا نحدث حدثًا ولا نؤوي محدثا ، [[ يعني قومنا عايشين بعضهم بأراضي كسرى والبعض الآخر بأراضي العرب ، مثل ما بنقول على الحدود ، وكسرى ما بيرحم ، وعاهدناه أن لا نؤي أحدا يوجع رأسنا ورأسه ]] .

وإني أرى هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا أخا قريش مما تكره الملوك ، [[ يعني إذا سمع فيك كسرى وبدينك ما بيعجبه ، أنت تدعو إلى " كلكم من آدم وآدم من تراب ، وكلنا سواسية " و الملوك ما بيعجبهم إلا السيد سيد والخادم خادم ]] ، فإنّ أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا .

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أعجب بكلامهم :
{{ ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله عز وجل لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه }} ، ثم بشرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : {{ أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً ، حتى


يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم ويفرشكم نساءهم، تسبحون الله وتقدسون }} . فقالوا : اللهم فلك ذاك .

وقد كان ذلك - صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يا صادقا الوعد .
كان موقف {{ بنى شيبان }} فيه وضوح وتعظيم للنبي - صلى الله عليه وسلم – فقد عرضوا على النبي حماية جزئية ، وموقفهم جميل وعاقل .
يتبع ... وفد المدينة المنورة التي منها سيسطع النور المحمّدي ...

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )