الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-20, 07:41 AM   #111
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:01 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 97 »

السيرة النبوية العطرة (( بيعة العقبة الأولى ))
________
سقطت قريش كلها من عين النبي - صلى الله عليه وسلم - فبعد كل هذه السنين ، وهو بينهم يدعوهم إلى الله لا أمل فيهم ، وأخذ - صلى الله عليه وسلم - يعرض نفسه على قبائل العرب في مواسم الحج ؛ وعمه أبو لهب يمشي وراءه ، يكذبه فتنفر الناس منه قائلين :عمه يقول عنه هذا ، فلا داعي أن نسمع ما يقول . حتى التقي - صلى الله عليه وسلم - بنفر من الرجال الذين لم يصغوا إلى أبي لهب ووقفوا يستمعون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم : من القوم ؟ قالوا : من يثرب [[ المدينة المنورة كان اسمها يثرب ]] ،فقال - صلى الله عليه وسلم - :

من الأوس أم من الخزرج ؟؟

[[ قبيلتان في يثرب ]] قالوا: من الأوس 0فقال لهم - صلى الله عليه وسلم - :هل تجلسون أكلمكم ؟؟ قالوا : بلى يا ابن سيد قومه. [[هم يعلمون أنه ابن عبد المطلب ]]، فجلسوا إليه وكان عددهم في بعض الروايات {{ سبعة رجال }} :

1_أميرهم أسعد بن زرارة 2_رافع بن مالك 3_معاذ بن عفراء 4_عوف بن الحارث 5_عبادة بن الصامت 6_عقبة بن عامر 7_ جابر بن عبدالله السلمي [[ ليس جابر بن عبد الله الصحابي المشهور برواية الحديث]]

قالوا : ماذا عندك يا أخا قريش ؟ قال : إني رسول الله إليكم ، وإلى الناس كافة ، أدعوكم إلى لا إله إلا الله ، ونبذ ما تدعون من دونه من آلهة تصنعونها بأيديكم ، ودعاهم إلى الإسلام وأخلاقه ومبادئه . فقال بعضهم لبعض متهامسين وليس على سمع النبي : أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود ؟؟

ويستفتحون به عليكم ؟؟ قالوا : ورب الكعبة إنه هو !!! فقالوا لبعضهم متهامسين : فلا تسبقنا إليه اليهود ، فلنؤمننّ به ، فآمنوا به - رضي الله عنه - وأرضاهم ووضعوا أيديهم بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - إيمانا فقط وليس بيعة ، [[ يعني فقط شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ]] ، وعلمهم - صلى الله عليه وسلم - شيئا من الدين .

{{ سنقف هنا قليلا عند المغضوب عليهم - اليهود - لنفهم السيرة أكثر }}
يثرب فيها ثلاث قبائل من اليهود : بني النضير، بني قينقاع ، بني قريظة يحاصرونها ، ويسكنون شمالها ، وجنوبها ، وشرقها ،أما العرب قبيلتان : {{ الأوس ، الخزرج }} وهما أبناء عمومة ،و جدهم واحد ،أمهم اسمها {{ قَيلى }} احفظوا هذا الاسم وكان اليهود ينسبون العرب لأمهم [[ فاليهود ينادون العرب في يثرب من أوس وخزرج{{ يا بني قَيلى }}

ينسبوهم إلى أمهم ]] لماذا ينسبون العرب لأمهم ؟؟ لأن اليهود أغلبهم أبناء زنا ، فلا ينتسبون إلى آبائهم ، بل ينتسبون إلى أمهاتهم وهذا طبعهم ، وعنهم أخذ العوام ، أن الرجل ينسب إلى أمه لا إلى أبيه !!

[[ قال لأن أمه مؤكدة ، هي التي حملت وولدت ، أما من أبوه ؟؟ لا ندري !! هذا الكلام عند المغضوب عليهم اليهود ، ومن قلدهم من سائر العرب ، خاصة الدجالين !! إذا أراد أن يفك السحر، يطلب اسمه واسم أمه ، لأن السحر والتعامل مع الشياطين اختصاص المغضوب عليهم ، وهم تعلموا منهم الشعوذة ]] - حسبي الله ونعم الوكيل - أما شرع الله، فيقول تعالى:

{{ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ }} .


اليهود كانوا محراك شر بين القبيلتين ، فكانت تقع بين الأوس والخزرج ، ما يقع بين الناس من خلافات في تجارتهم وفي معاملاتهم ، والعرب أصحاب شهامة و نخوة و كرم ، فكان اليهود قبل الإسلام لا يحبون أن يتحد العرب ، وهذا حالهم الآن ، " فاتّعظوا يا أمة الإسلام " ، وكانوا دائماً يوقعون العداوة ، بين الأوس والخزرج ، " كما يفعلون الآن " لأن اليهود يعلمون ، لو اجتمعت قلوب أولاد العم ، أصبحت كل اليهود أذلاء تحت أقدام الأوس والخزرج . لذلك جعل اليهود أهل يثرب من العرب يعملون بالزراعة غالبا ، أما اليهود فقد اهتموا بالعمل وتجارة المجوهرات و السلاح ، فيبيعون السلاح للأوس و الخزرج كي تشتعل الفتنة بينهم . " تماما كما يفعلون الآن " ، فنحن الآن غثاء كغثاء السّيل إلا من رحم ربّي .
وكان اليهود يخوّفونهم قائلين : غداً يُبعث النبي الخاتم ، وهو خاتم الأنبياء ورسول الله نؤمن به لأننا أهل كتاب ، وتكفرون أنتم يا أهل الأصنام ، فنقتلكم به قتل عاد وإرم ... فيخاف الأوس والخزرج [[ مساكين ]] ، حتى عرف الأوس والخزرج أوصاف نبي آخر الزمان من اليهود أنفسهم ، وصدق الله العظيم إذ قال عن اليهود : {{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ }}

لذلك سارع وفد المدينة بإعلان إسلامهم أمام الرسول صلى الله عليه و سلم .
نعود و نكمل .. ثم قال له أسعد بن زرارة : يا رسول الله ، لقد جئنا وكنا نريد أن نحالف قريشا ، على إخوتنا بعد يوم بعاث ، ماهو يوم بعاث ؟؟ [[ قبل خمس سنوات من إسلامهم ، حصل بين الأوس والخزرج قتال ، فمات كل الكبار منهم وساداتهم ، ما بقي إلا أبناؤهم الشباب ]] وقال أسعد : يا رسول الله،إن جمع الله قومنا عليك فلا أعز منك فينا . [[ أي جمع بينهم وأصلح الله قلوبهم بالمحبة ]] .
وانطلقوا إلى قومهم دعاة إلى الله ، وشرح الله صدر البعض فجاؤوا في موسم الحج الثاني و بدلا من سبعة ، تخلف من السبعة اثنان ، وصحبهم من جديد سبعة رجال آخرين ، فأصبح عددهم اثني عشر رجلا . اجتمعوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - عند العقبة ،

[[ أي عند جمرة العقبة في منى التي يرميها الحجاج في اليوم الأول ، فقط سبع جمرات ]] ، وبايعوا النبي ، وكانت بيعتهم لا تشمل جهادا [[ ركزوا على هذه النقطة ، لم يبايعهم على الجهاد ، لنر ماذا سيفعل هؤلاء الكرام في غزوة بدر ]] ، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - :

{{ تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تزنوا ، ولا تسرقوا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به فهو كفارة له ، ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله، إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عذبه }} . فقالوا : قبلنا وبايعوه ، وانطلقوا إلى قومهم ، ونحن الآن في السنة {{ ١٢ من البعثة }} .

فلما انطلقوا ، بعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا نريد رجلا من أصحابك يعلمنا القرآن ويكون إمامنا في الصلاة ، [[ خافوا إذا وقف إمام من الأوس أن لا يرضى الخزرج ، وإذا كان الإمام من الخزرج أن لا يرضى الأوس، وهم حديثو العهد بالإسلام ، أحبوا أن يخرجوا من هذا المأزق ]] . فاختار لهم - صلى الله عليه وسلم - أول سفير في الإسلام {{ مصعب بن عمير - رضي الله عنه - }} ،

ومصعب أنعم فتى في قريش، و من السابقين إلى الإسلام ،عندما أسلم ، منعت أمه عنه المال ،[[ كان مصعب ، يصرف على أصحابه الشباب في مكة في سهرات السمر ، وكان يلبس أجمل الثياب ، وكان شابا منّعما بين شباب مكة كلهم ]]، فلما أسلم منعت أمه عنه المال ، وجعلته يلبس الخيش،

[[ كيس خيش ، يشقه من الأسفل و يلبسه بعنقه - رضي الله عنه - وأرضاه ، لم يعد معه ما يشتري به الثياب ]] ،
اختاره النبي أن يكون معلم الأنصار في المدينة ، فقد باع مصعب الدنيا كلها من أجل دينه ، وكان صادق الإيمان ، ولا يمكن أن تدخل الفتنة إلى قلبه رضي الله عنه . . .