الموضوع: عبقٌ آخر
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-20, 05:55 PM   #894
شَغَف

الصورة الرمزية شَغَف

آخر زيارة »  05-09-24 (01:01 PM)
الهوايه »  الكتابه&القراءة
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



[تابع]


القصة كانت
أن هذا الجار على ما يبدو كان عينه على مهر ابنته،
فذهب لطليقته أم بناته يطلب منها ما دفعه العريس لها،
أعطته جزء منه لتصرفه عنها لكنه أراده كله،
تنازعا، صرخا ببعضهما، حتى انتهى الحال بأن جاء بحديدة وضربها على رأسها لتموت في الحال على مرأى ومسمع من بناتها!.

البنات هم أكثر شيء موجع بكل القصة . .

بعد عدة أيام من الحادثة
كنت عائدة للمنزل بعد أن انهيت اختباري،
وكنت مع عمتي فقررنا الذهاب لمنزلهن وتعزيتهن في الوالدة،
أول من مررت به هو طفل صغير للمرحومة كان بيده هاتف وجالس على التراب أمام المنزل،
كان هذا الصغير هو أول من تألمت لأجله بحق
للحياة التي ستكون أمامه،
حياة خسر بها أهم عَمَادين بحياة أي شخص منا،
الأم والأب . .

دخلت المنزل وعزيت الفتيات بموت الأم،
واحدة منهن أوجعتني بحق ويبدو أنها الصغرى فيهن [في البنات]
كانت هادئة لكن ما أن جلست بجانبها عمتي وحدثتها بأن تصبر وتحتسب وبأن والدتها بالجنة إن شاء الله حتى أجهشت بالبكاء.

مصابهم عظيم . .
فكرة أن يقتل الأب أم أبناؤه بحد ذاتها مرعبة،
فما بالكم وهم رأوا مقتلها وقاتلها بأم أعينهم . .

بقيتُ أُفكر للحظات،
كيف هو حالهن اليوم وهن يَمُرنَّ بذاتِ الممر الذي دخل منه والدهم،
والذي فَرَّ منه كذلك،
وبذاتِ الأرض التي سقطت عليه والدتهم وهي مضرجة بالدماء،
وبذاتِ المكان الذي وقفوا فيه ليروا بشاعة هذا المشهد . .

ومالتصرف الذي سيتبعونه،
فبموقفٍ كهذا . .
تجهل حتى مع من تقف،
ترفع دعوى ضد [والدك] وتطالب بالقصاص منه!
وهذا والله بحد ذاته موتٌ آخر،
أم تعفوا عنه وترفض الادلاء بشهادتك أو تدعي عدم معرفتك بالقاتل وتعيش حياتك مع قاتل أمك،
أو تتوسط بين الاثنين وتتركه يتعذب باقي حياته بالسجن؟!!!.

كل الخيارات موجعة برأيي وأخفها وجعاً قاسٍ . .