الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-20, 08:10 AM   #114
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:21 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 100 »
السيرة النبوية العطرة (( زواجه - صلى الله عليه وسلم - من سودة بنت زمعة ))
_________
الآن سندع أهل يثرب ينشرون فيها الإسلام ، وقبل أن ننتهي من العهد المكي سنرجع للوراء قليلا لبعض الأحداث التي جرت، ومنها زواجه - صلى الله عليه و سلم - بسودة وعائشة رضي الله عنهما .

بعد وفاة أم المؤمنين خديجة شعر أصحاب النبي - صلى الله عليه سلم - أن النبي قد فقد أم العيال ،وقد داخلته وحشة ، وقد أصبح بحاجة إلى سكن لكن مهمة الدعوة تشغله عن كل ذلك ، فما استطاع أحد من الصحابة أن يكلمه في موضوع الزواج .مضت سنتان من وفاة خديجة دون زواج ، حتى ذهبت إليه صحابية جليلة اسمها {{ خولة بنت حكيم السلمية }} ،

وبكل رفق وأدب ، جلست وكلمته .قالت : بأبي وأمي يا رسول الله ، أرى قد دخلتك وحشة بعد خديجة ؟! قال لها :أجل يا خولة . فقالت : بأبي وأمي ألا تفكر بالزواج ؟ فأطرق رأسه - صلى الله عليه وسلم - وبكى حتى ابتلت لحيته .وقال : ومن بعد خديجة ؟ [[ أي لا توجد واحدة تسد مكانها ]]

قالت: بنت أقرب الناس وأحبهم إليك {{ عائشة بنت أبي بكر الصديق }} أول من آمن بك وخير صاحب لك .فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: عائشة ؟! ولكنها لم تنضج بعد يا خولة! [[ وكانت عائشة على أرجح الروايات أنها تجاوزت التاسعة من عمرها ]] قالت : أخطبها من أبيها ، وتبني بها بعد ذلك ،

[[ تبني بها ، ما نسميه بعد حفل الزفاف الدخلة ]] ،

فأطرق النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : ومن للبيت والعيال يا خولة ؟
قالت : هناك أخرى يا رسول الله .قال : ومن ؟ قالت : أحببت أن أقدم لك البكر أولا ، فإن شئت فامرأة .. ثيّب . قال :ومن ؟ قالت: سودة بنت زمعة
فدمعت عين النبي صلى الله عليه وسلم .
لماذا دمعت عين النبي عند سماع اسم سودة بنت زمعة ؟ لأن مهام الدعوة شغلته عنها . . . سودة بنت زمعة امرأة مؤمنة من أهل مكة ، وزوجها ابن عمها {{ السكران بن عمرو }}

كان مسلما أيضاً ،عندهم ستة من العيال ،أسلما وكانا ممن هاجر إلى الحبشة في أول من هاجر ، ولما استقرّا في الحبشة توفى زوجها السكران ، فأصبحت سودة في غربة وترمل ، فرجعت المسكينة إلى مكة مع قوافل التجار فاقدة زوجها، وكان أبوها وأهلها ما يزالون مشركين . ولم يكن عندها تجارة أو حرفة، وليس لديها مال تنفق منه على عيالها الستة، فبقيت {{سودة}} مع أهلها و أولادها الستة وحيدة مقهورة وكانت فرصة السيدة {{ سودة }}

في الزواج تكاد تكون معدومة ، لأنها لم تكن ذات حسب وجمال .
دمعت عين النبي عندما ذكرتها خولة، ولكن موت خديجة وزيارة الطائف والحزن الذي تلقاه – صلى الله عليه وسلم – كل ذلك شغله عن حال هذه المسكينة ، فلما ذُكرت له سودة ، نزلت دموعه كيف غفل عن هذه المرأة المسكينة وهي ما زالت تقيم على إيمانها؟؟!!!


وافقت {{ سودة }} ، ووافق أبوها المشرك الطاعن في السن{{ زمعة }} قائلا : نعم الرجل محمد . وكان زواج نكاح لا سفاح ، حيث تزوجت سودة بإذن والدها ، وسُمّي المهر بحضور الشهود ، وأعلن الخبر في مكة ، وانتقلت سودة إلى بيت النبي - صلى الله عليه وسلم – وفرح أهل البيت النبوي بقدومها ، وكان في البيت {{ بناته و أم بركة حاضنته وزيد بن حارثة }} ، وجاءت سودة - رضي الله عنها - لتقوم بخدمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وترعى شؤونه ، واتخذها زوجة له ، واهتم أيضا بأبنائها .

فكان زواجه منها - صلى الله عليه وسلم - مجرد رحمة ، لأن النبي يريد أن يضمها لبيته ليرعاها، وهذا يدل على مكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم .
_____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم