الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-20, 08:21 AM   #117
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 103 »
السيرة النبوية العطرة (( بداية الهجرة : أم سلمة ))
______

رجعت قريش تنهال على المستضعفين في مكة ، بالتعذيب بعد أن اكتشفوا أن بين محمد - صلى الله عليه وسلم - و أهل يثرب مبايعة و اتفاق، فقال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : [[ قد أٌريت دارهجرتكم ، أرض سبخة " مالحة " ذات نخيل بين حرتين ، لا أرها إلا يثرب فانطلقوا إليها ]] . فأخذ أصحابه يهاجرون جماعات وأفرادا إلى يثرب _ المدينة المنورة _ . فكان أول من هاجر من الصحابة {{ أبو سلمة وأم سلمة - رضي الله عنهما }} . تقول أم سلمة كما روى البخاري:

أراد أبو سلمة الخروج ، فجاء ببعير وأركب زوجته ، وكان معهما ولدهم سلمة ، وكان صبيا دون التميز [[ يعني بين الرابعة والخامسة من العمر ]] ،ثم قام يمشي يقود بعيره .فرآه أهل أم سلمة [[ اهل زوجته ]] فقالوا : يا أبا سلمة ، أما نفسك فقد غلبتنا عليها ،أما ابنتنا هذه ، فلا واللات لا ندعها لك تذهب بها في الأرض مشرقاً ومغرباً ، بالأمس هاجرت بها إلى الحبشة ، واليوم لا ندري أين تذهب بها ؟؟ فأنت حر في نفسك ،أما ابنتنا فدعها لنا. فأخذوا حبل البعير من يده ، ثم أخذوا أم سلمة وولدها ، ولم يلتفت لذلك أبو سلمة لأنه لا يريد أن تتعطل هجرته ، فترك زوجته والولد ، ومضى في طريقه يمشي على قدميه متجها إلى يثرب .

[[ كونوا معي مع أم سلمة ، وهي أم المؤمنين ، وزوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ما بعد ، فعندما استشهد زوجها أبو سلمة بعد غزوة أحد في حمراء الأسد متأثرا بجراحه ، تزوجها - صلى الله عليه وسلم - ، وضمها تحت رعايته في بيت النبوة ]] . تقول أم سلمة : انطلق أبو سلمة إلى يثرب مهاجرا ، قالت : فلما رأى أهل زوجي أبو سلمة ما فعل أهلي أخذتهم الحمية ؛ فقالوا : أنتم أخذتم ابنتكم من ابننا ؛ فواللات والعزى لا ندع لكم الولد عندكم ، نحن أولى به . فأخذوا ولدي مني فصرخت: وا ولداه .قالت :فهمّ أهلي ليأخذوا الولد لي ؛ فتجاذبته العشيرتان ؛ فهؤلاء يجذبون ...

وهؤلاء يجذبون، حتى خلعوا يد الصبي! قالت : وغلب أهل أبي سلمة فأخذوه . وأصبح ولدي مخلوعة يده عند أهل أبيه لا أعلم من يرعاه ، وأنا محجوزة عند أهلي ، وزوجي قد هاجر إلى يثرب ، لا يعلم من أمرنا شيء فأصبحت أذهب كل صباح ، إلى أبطح مكة أبكي ولدي وزوجي .
وقد أمضيت على ذلك مدة طويلة من الزمن ، حتى وقف يوماً مقابلي ابن عم لي ، فقال حزينا لأمري: إلى متى هذا البكاء ؟؟!!لا بد من مخرج .

ومضى واثق الخطوة إلى قومه وقال : ألا تشفقون على هذه المسكينة ؟ إلى متى تحرمونها من ولدها وزوجها ؟؟ فغلبهم على الأمر حتى سمحوا لي بالخروج . فلما علم أهل أبي سلمة أن أهلي سمحوا لي بالخروج ردوا علي ولدي . قالت : فوضعت ولدي في حجري ، وأخذت بعيري وجلست عليه . فقالوا لي : مهلاً حتى تجدي قافلة وتصحبيها ، فقلت : لا ، قد لين الله قلوبكم اليوم ، فلا أدري ماذا يكون غدا ؟؟؟ [[ لذلك يا مسلم إذا هبت رياحك فاغتنمها ]] . قالت : وانطلقت لا أدري أين تقع يثرب ؟؟ ولا يرافقني أحد لا من أهلي ، ولا من أهل زوجي .

حتى إذا كنت في التنعيم [[ مسجد السيدة عائشة ، من ذهب حج أو عمرة يعرفه ]] قابلني {{ عثمان بن أبي طلحة}} ، وسبحان الله عثمان هذا [[ قُتل أبوه وإخوته الأربعة وعمه يوم أحد ، وكانوا في صف قريش ولم يقتل هو ، ورزقه الله الإسلام لأن له سابقة خير ، وانظروا من صنع معروفا كافأه الله به ]] قالت : لقيني عثمان بن أبي طلحة فقال : إلى أين يا ابنة زاد الركب ؟ [[ وأم سلمة اسمها {{ هند بنت زاد الركب }}

لماذا لُقب أبوها بزاد الركب ؟؟ لكرمه على القوافل ، كان إذا خرج في قافلة لا يسمح لأحد أن يأكل من زاده ، أو ينفق على نفسه أبداً ، فكان مصروف الركب كله عليه هو ، لذلك سمي زاد الركب ]] قالت : ألحق بزوجي حيث يسكن في يثرب . فقال : ألا يصحبك أحد ؟؟ قالت : إلا الله [[ انظروا ما أجمل الإيمان ]] فقال: مالي بهذا مترك .

[[ يعني ما بصير اتركك" هذه شهامة العرب وأخلاقهم " مع أنه مشرك إلّا أنه سيقطع مسافة ألف كيلو ذهابا و إيابا ليؤمن طريق هذه المرأة ]] قالت : فتقدم وأخذ حبل البعير ، ومشى على رجليه يقود بعيري{{ فلا والله .. ما رأيت رجلا كان أكرم منه في صحبه .. ولا أجَلَّ خلقا }} .

قالت : كان يمشي بي بالبعير ، حتى إذا رأى وقت الراحة قد وجب أجلس البعير عند شجرة ،ثم ابتعد عني حتى أنزل عن البعير ، فإذا نزلت ، رجع وأخذ البعير إلى بعيد ، وربطه في شجرة ، ثم ابتعد عني واضجع ، وأعطاني ظهره حتى أخذ راحتي [[ لأنها هي أيضا تريد أن تضجع وترتاح ]] .

[[ هل رأيتم يا شباب المسلمين!!هو مشرك ، وليس مسلما وهذه أخلاقه ، مش يطلع رأسه من شباك السيارة ، لكل بنت رايحة وجاية بالطريق ]] قالت : حتى إذا حان وقت الرحيل ، صفق بيده وقال: يا ابنة زاد الركب أقدم لك البعير [[يعني استعدي ]] ، ثم أخذ البعير وقدمه ،حتى إذا


جلست ووضعت ولدي بحجري ، جاء وأنهض البعير ومشى .
فما زال يصنع بي ذلك حتى أوصلني من مكة إلى يثرب . قالت : فلما اقتربنا ورأى نخيل يثرب قال : يا أم سلمة إن زوجك في هذه القرية ، وقد أبلغتك مأمنك .. فانطلقي راشدة . فترك بعيري ، ثم وقف ينظر حتى دخلت في نخيل قباء .. ثم رجع ماشياً على قدميه . . .
تقول ام سلمة : فلما وصلت ، وعلم أبو سلمة من أوصلني أثنى عليه بخير.

" هذه مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - علموها لأبنائكم ، لأصحابكم ، لأقرب الناس إليكم ، انشروها فلكم الأجر ، وهي كفيلة أن تغير المسلم ، وتدخل النور إلى قلبه "

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______