الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-20, 08:23 AM   #118
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 104 »
السيرة النبوية العطرة((الهجرة: عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ))
_________
{{ الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - }}
جاء في رواية أن عمر رضي الله عنه هاجر علانية، وهي رواية مشهورة من حديث علي بن أبي طالب ولكنها لم تأت من طرق ثابتة، وفيها أن عمر رضي الله عنه لما همَّ بالهجرة، تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى (استخرج من كنانته) في يده أسهمًا، واختصر عنزته (وهي شبه العكازة) ومضى قبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعًا متمكنًا ثم أتى المقام فصلى متمكنًا، ثم وقف على أندية قريش وقال لهم: شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس (الأنوف)، من أراد أن تثكله أمه ويُؤَتَّم ولده، وترمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي. قال علي: فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين

[[ المسلمون الضعفاء ]] علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه . وهذه الرواية ضعّفها بعض أهل العلم .


والرواية الأقوى في خبر هجرة عمر- رضي الله عنه - ما رواه ابن إسحاق قال " : ثُمَّ خَرَجَ عُمر بْنُ الْخَطَّابِ ، وعَيَّاش بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ ، حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ ، فَحَدَّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ: اتعَدْتُّ، لَمَّا أَرَدْنَا الْهِجْرَةَ إلَى الْمَدِينَةِ ، أَنَا وعَيَّاش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ التَّناضِبَ مِنْ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ فَوْقَ سَرِف ( بمعنى تواعدا عند هذا المكان ) و َقُلْنَا: أَيُّنَا لَمْ يُصْبِحْ عِنْدَهَا فَقَدْ حُبس فَلْيَمْضِ صَاحِبَاهُ ، قَالَ:
فَأَصْبَحْتُ أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عِنْدَ التَّناضِب وحُبس عنا هشام " يعني أمسكوا بهشام . انتهى: من سيرة ابن هشام" (2/ 85) ، وصححه الحافظ في "الإصابة" (6/ 423)

وهنا درس يجب أن نقف عنده ، كثير من الناس يتساءل :
لماذا هاجر الرسول – صلى الله عليه وسلّم – سرا لا علنا ؟؟؟
قال تعالى :
" لَّقَدْ كان لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كان يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " فهو أسوتنا ، وسيرته {{ للتأسي والاقتداء }}.
فلو هاجر النبي علناً لكان من الواجب على جميع المؤمنين ، أن يقتدوا بنبيهم في الهجرة فيهاجروا علنا، وهذا لا يناسب الكثير من الصحابة المستضعفين ويمكن أن يلحق بهم الضرر من قريش ،ويعتمدوا على الله بغير الأخذ بالأسباب ، لذلك هاجر - صلى الله عليه وسلم - سراً ، أخذا بالأسباب والحيطة ، ورفقاً ورحمة بالمستضعفين من أمته حتى لا يلحق بهم الضرر .

يُروى أن رجلا من الأعراب جاء إلى رسول الله ، ووقف عند الخيمة وأمسك البعير وصاح : يا رسول الله .. أأعقلها .. أم أتوكل ؟؟ [[ يعني أربط رجل الجمل بالحبل ، وإلا أتركها وأتوكل على الله ]] ؟؟ فقال له - صلى الله عليه وسلم - : {{ اعقلها وتوكل }} ، يعني الاثنان مع بعضهما؛ خذ بالأسباب وتوكل على الله .

" هذه مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - علموها لأبنائكم ، لأصحابكم ، لأقرب الناس إليكم ، انشروها فلكم الأجر ، وهي كفيلة أن تغير المسلم ، وتدخل النور إلى قلبه "

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم