الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-20, 07:46 AM   #119
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 105 »
السيرة النبوية العطرة

(( هجرة الصحابي الجليل صهيب بن سنان الرومي/ أبو يحيى ))
________
لما خرج النبي في هجرته مع أبي بكر الصديق ، أعلنت قريش جائزة كبرى لمن يأتي بهما ، [[ ١٠٠ ناقة من حمر النعم ، لمن يرد محمدا علينا ،حياً كان أو ميتاً ، فإن رد الاثنين فله بكل واحد ١٠٠ ناقة ، الناقة من حمر النعم في أيامنا هذه تعدل أغلى سيارة موديل السنة ، يعني ١٠٠ سيارة موديل السنة !!! ]]
فانتشرت الناس في كل مكان باحثين عنهما حُبّا في الجائزة . و كان في مكة رجل اسمه {{صهيب الرومي وهو صحابي جليل}} فلما سمع صهيب الخبر ، أراد أن يلحق النبي في هجرته ، وأن يكون مدافعا عنه إذا تعرض له خطر .

و صهيب كانت تعترف له مكة كلها ، بأنه أرماهم فيها ، [[ يعني كان إذا شد قوسه ، ووضع السهم فيه لا يخطئ سهمه ولو كان في خاتم ]] قال : فهممت أن ألحق بالنبي ،فأمسكني فتيان قريش [[ والكثرة تغلب الشجاعة ]] وحبسوني أياما عندهم يتناوبون حراستي ، فقمت ليلة أتظاهرأني مريض . فقال بعضهم لبعض : لقد شغله اليوم بطنه فناموا .

[[رجل ممغوص ، بطنه تؤلمه لا يستطيع السفر ]] . قال : فلما ناموا ، تسللت وركبت بعيري ، وخرجت ولم أتمكن من أخذ مالي معي ، فتركته تحت أسكفه [[ أي عتبة دار ]] وشعر بي القوم فلحق بي الرجال عند أطراف مكة .

نادوني من بعيد : انتظر يا صهيب ، لقد جئتنا صعلوكا حقيرا لا مال لك ، وعملت في مكة حتى أصبحت من أكثرنا مالاً ... [[ كان صهيب من أثرياء مكة ، ولكنه ليس مكيا ، إنما بيع في السوق مع الرقيق ، وأعتقه الذي اشتراه ، ثم تاجر معه لأنه اكتشف أن عقله تجاري ، فأصبح ذا مال كثير ]] .لا و اللات ، لا ندعك تذهب بالمال إلى يثرب ، لا واللات لا يكون هذا أبدا . قال صهيب : فعلمت مطمع القوم . . .
[[ هو ناقصهم واحد يقعد في مكة مسلم وإلا مش مسلم !! بدهم المال ، كيف أيامنا بعض الناس حياتهم كلها المال، ومثلُهم الأعلى بالحياة : معك قرش بتسوى قرش !! أحيانا أنا ما بتغلب لما أشرحلكم صفات الجاهلية ، لأنها موجودة في أيامنا عند بعض الناس وأسوأ من الجاهلية الأولى ]]

فقلت لهم : لقد استبان الأمر [[ وضحت الصورة ، فهمت عليكم ]] ، يا أهل مكة كلكم تعلمون بأني أرماكم ، فو الله الذي لا إله إلا هو .. لا أترك سهما في كنانتي إلا وضعته في قلب رجل منكم ، فإن أردتم مالي دللتكم عليه ... أما أن تحولوا بيني وبين الهجرة فالموت دون ذلك ، فإن انتهت سهامي وبقي أحد منكم أخذت سيفي وما زلت أضربكم به حتى لا يبقى بيدي إلا قائمه [[ يعني حتى يتكسر ]] ، كل هذا من أجل أن يلحق بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وبإخوانه المؤمنين .
فقالوا له : قد رضينا ، دلنا على مالك . فقال لهم : هو في مكان كذا وكذا ، وكان صادقا، وهم يعلمون أنه صادق ، ويعلمون أن من دخل دين محمد لا يكذب أبدا ، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – هو الصادق الأمين ، و أصحابه تعلموا منه الصدق ، فعلموا أنه صادق ، فتركوه ورجعوا . فقال صهيب : {{ الحمد لله الذي صرفهم عني بحطام دنيا }} .

قال : فلما اقتربت من رسول الله ، فإذا به يضحك ويقول : بخٍ بخٍ .. ربح البيع أبا يحيى .. ربح البيع أبا يحيى .. ربح البيع أبا يحيى .. [[ كنيته ابا يحيى ]] فقلت : بأبي وأمي يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق لم يسبقني إليك أحد !! [[ ما حد كان معي ولا حد سبقني يخبرك ]]

فتلى النبي عليه قوله تعالى :
{{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد }}
يقول : فبكيت وقلت الحمد لله ... [[ أرأيتم تكريم الله له ؟! ذلك لأن صهيبا ألقى من قلبه حُطام الدنيا ]] . اللهم احفظ قلوبنا من الدنيا وأهوالها ، {{ ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إنّ سلعة الله الجنة }} .

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )