الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-20, 07:47 AM   #120
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:05 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 106 »
السيرة النبوية العطرة (( قبل الهجرة : إسلام عمرو بن الجموح ، أحد سادة المدينة المنورة ))
________
عمرو بن الجموح ، هو سيد من سادة بني سلمة وكان موقعهم بين قباء والمدينة ، هذا الرجل أسلم ابنه واسمه {{ معاذ بن عمرو بن الجموح}} وكان له صديق قريب من عمره اسمه {{ معاذ بن جبل }} المعروف بين المسلمين ، [[ وهو المدفون الآن في الأغوار الشمالية في الأردن ]] ، معاذ بن جبل ، ومعاذ بن عمرو شابّان صادقان في إيمانهما ، عز عليهما أن يكون سيد القوم {{ عمرو بن الجموح }}

ما زال مشركا ويعبد الصنم ، حيث كان لعمرو صنم مصنوع من الخشب وقد سماه {{ مناف }} يتقرب إليه .. يحبه .. ويطلبه.. ويسجد بين يديه.


وعندما انتشر الإسلام في المدينة المنورة أسلم أولاده ، وأمهم ، ولكن {{ عمرو بن الجموح }} لا يعلم بإسلامهم فجاء أولاده ، يستشيرونه : ما رأيك بهذا الدين الجديد ؟ فقال: لست أفعل حتى أشاور مناف [[ الصنم ]] فأنظر ماذا يقول ؟؟!! أقبل عمرو يمشي بعرجته إلى مناف - وكانت إحدى رجليه أقصر من الأخرى - ثم قال : يا مناف .. قد علمت بخبر هذا القادم ، ولا يريد أحداً بسوء سواك ، وهو ينهانا عن عبادتك ، فأشِرْ عليّ يا مناف !! ثم تركه وخرج .


فلما أظلم الليل ،جاء ابنه وصديقه معاذ بن جبل و اتفقا على الذهاب إلى الصنم ليأخذاه ، ويرمياه في حفرة تكون فيها أوساخ الناس ، فلما أصبح عمرو وذهب إلى صنمه كي يعبده ، بحث عنه فلم يجده !! فخرج يسأل: من اعتدى على آلهتي الليلة ؟ فلا أحد يجيبه [[ فيضحك الشابان وينظران ماذا سيصنع ؟؟ ]]

فيبحث عنه ، فيجده مُلقى في حفرة القاذورات والنجاسات .. فيأخذه ، ويغسله ، ويطهره ، ويطيبه، ثم يرجعه إلى داره يعبده !! فإذا كانت الليلة الثانية ؛ ذهبا وأخذا الصنم ، وصنعا به كما صنعا في المرة الأولى ... فلما تكرر الفعل ، أخذ عمرو بن الجموح سيفه - وكان من السيوف النادرة الغالية - وعلقه في عنق الصنم وقال :

هذا سيفي تتفاخر به أهل يثرب ، فإن جاء من يعتدي عليك الليلة ، هذا السيف عندك فدافع عن نفسك . فلما ذهب لينام وتعمق في نومه ، ذهب الشابان إلى الصنم ، وأخذا السيف من عنقه ، ووجدا كلبا ميتا ، فأحضرا حبلا وربطا الصنم مع الكلب ، ونكسوه على رأسه في حفرة فيها وسخ الناس . فلما أصبح عمرو ، لم يجد صنمه ، فذهب مباشرة إلى الحفرة فوجده مربوطا بكلب ميت منكسا على رأسه . فنظر إليه قائلا - وقد تبين له الحق من الضلال - : والله لو كنت إلها لم تكن أنت وكلب وسط بئر !! وأعلن إسلامه .

أرأيتم العقول التي تهدي إلى الحق ؟؟ أريتم الفرق بينه وبين عمرو بن هشام [[ أبو جهل ]] كان يُسمّى أبا الحكم لحكمته بين أهل قريش، لكنه طغى وتجبّر ولم يستخدم حكمته ، بالرغم من أنه يعلم صدق محمد – صلى الله عليه وسلم – حيث قال أبو جهل مرة للأخنس :

واللات والعزى ما كذب محمد قط، وكنا نسميه الصادق الأمين ، ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا ؟ ... لقد تكبّر فأعمى الله قلبه .
ولو تقدّمنا في السيرة قليلا لرأينا أنّ عمرو بن الجموح - رضي الله عنه - لم يشهد غزوة بدر ، ولما نودي لمعركة أحد أحب الخروج للجهاد ، فمنعه أبناؤه من الخروج للقتال ، وقالوا : إن الله قد عذرك ونحن نكفيك

[[ لأنه أعرج ، قالوا نحن نسد مكانك ]] ، إلا أن عمرو بن الجموح أبى إلا أن يشهد المعركة مع أبنائه ، وذهب إلى رسول الله ، فقال له النبي:

أما أنت فقد عذرك الله، ولا جهاد عليك . وألح عمرو بن الجموح في الخروج ، وبكي بين يدي رسول الله قائلا : إني لأرجو الله أن أطأ بعرجتي الجنة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – لأبنائه : لا عليكم، لا تمنعوه ، لعل الله يرزقه الشهادة· وهذا ما حدث معه رضي الله عنه ، فقد استشهد في غزوة أحد رحمة الله عليه .

أريتم كيف كانت بداية عمرو بن الجموح ؟؟
يعبد صنما من خشب !!! وكيف كانت نهايته ؟؟ شهادة في سبيل الله ... [[ فإياكم أن تحكموا على أي شخص بمجرد المعصية ، فلا نعلم ماذا سيختم الله له به حياته ؛ فارحموا عباد الله، وادعوا لهم بالهداية، فالسيرة للتأسّي لا للتسلي ، فهي منهاج حياة ]] .

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )