عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-20, 09:27 PM   #1
قيثارة

الصورة الرمزية قيثارة

آخر زيارة »  01-23-22 (02:39 PM)
المكان »  كوردستان

 الأوسمة و جوائز

افتراضي تصدق على فقراء الأخلاق ...



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آذى رجل الامام الشافعي عليه رحمة الله
فقال له إن استطعت أن تغير خلقك بأفضل من هذا فافعل
والا فسيسعك من أخلاقنا ما ضاق عنا من خلقك

فما أجمله من خلق عندما تتصدق على فقراء الأخلاق
كــمـ قــابــلــنــا فــي الـحـيــاة

قلوبا مختلفة
ألسنة مختلفة
قلوبا أحبتنا وأحببناهم
وقلوبا حملت لنا مشاعر الكره و الحسد
أمـــا الالــســنـة سمعنا منها كل الخير و ألسنة عانينا منهم
ألسنة سعت لتفسد علينا حياتنا
ألسنة أظهرت ما خبأت في قلوبها تجاههنا
فأساءت لنا بأقوالها و أفعالها
فمشت بالنميمة و الغيبة و السوء لنا و علينا
ألسنة تمنت زوال الخير عنا و أمام هذه القلوب و الألسنة
نقف أحيانا حائرين .. متألمين .. و متأملين لتصرفاتهم
و نـتــســـاءل ؟
لما هذه المعاملة السيئة ؟
لما هذا الحسد و الحقد و تمني السوء لنا ؟
لما قلوبهم عميت و أبصارهم قد غطاها دخن سوء أخلاقهم ؟
فنجد أنفسنا أمام طريقين طريق اتباع هوى النفس أن نعاملهم بمعاملتهم
ونملأ قلوبنا كره لهم ونحذو حذوهم و نصنع صنيعهم

أو طــريـــق الــتــصــدق ؟
فلنسلك جميعا الطريق الثاني وهو التصدق على فقراء الاخلاق
فهؤلاء لو حسنت أخلاقهم لحسنت قلوبهم
وملاها الايمان الصادق حب العفو والخير للغير و لما كان هذا فعلهم
و لكن لما وجدنا منهم ذلك فعلينا أن نلزم أنفسنا
و قلوبنا الطريق الثاني طريق النجاة و الفلاح بحول الله و قوته

طريق التصدق عليهم
فـنـكسـب نـحـن رضـا ربـنـــا و نـحـافـظ بـه عـلــى قـلــوبـنـا
من أن تلوث بالانشغـال بالـرد عليـهم والنظـر لافعالهم
والتألـم لفعلهـم وقولهـم فـنـمـلا قـلـوبـنـا بـالـعـفـو عـنـهـم
والـتـغــاضـي عـن سـوء أفـعـالـهــم
بـــل و الـتـصـدق عـلـيـهـم بـحـسـن فـعـلـنــا وأخـلاقـنــا

(( وَلَا تَسْتَوِى ٱلْحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُ ۚ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ
فَإِذَا ٱلَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُۥ عَدَ‌ٰوَةٌۭ كَأَنَّهُۥ وَلِىٌّ حَمِيمٌۭ )) (فصلت:34)

فيا كل من قابل قلوبا وألسنة أساءت اليه
تصدق على فقراء الاخلاق