الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-20, 07:15 AM   #122
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:36 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 108 »
السيرة النبوية العطرة (( الهجرة : أول مؤتمر للعرب تحت رعاية إبليس ))
________
لما سمعت قريش باقتراب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم – إلى يثرب جُن جنونها ، فقررت قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - .اجتمعت قيادات قريش في دار الندوة لبحث هذا الأمر الخطير ، وكان على رأسهم :
{{ أبو جهل، أبو سفيان، أمية بن خلف، شيبة بن ربيعة، عتبة بن ربيعة }} وجميع سادات قبائل قريش،

فعقدوا {{ مؤتمرا }} ، وتكتموا على الخبر ، ولما اجتمعوا في دار الندوة يُروى في بعض الأخبار أنّ إبليس - لعنة الله عليه - حضر بصورة شيخ نجدي كبير كي لا يعرفه أحد ، ورحّب به أبو جهل ، و أجلسه في صدر المجلس كي يستأنس برأيه.

[[ فكان المؤتمر تحت رعاية إبليس . . . وما أشبه اليوم بالأمس !! ]]
وأخذوا يتداولون الرأي ، وتوصلوا للاقتراحات التالية :
قال قائل : نحبسه كما كنا نحبس الشعراء .. وننتظر حتى يموت فلا يجتمع به أحد ، ولا يجتمع هو بأحد ، فنكون قطعنا بينه وبين أصحابه وهذا تفسير قوله تعالى: " ليُثبتوك " . لكنّ القوم وعلى رأسهم إبليس رفضوا هذا القرار، فهم يعلمون حب أصحابهِ له ، ولو سمعوا أنه محبوس عندهم جاؤوا على الفور وقاتلوهم حتى ينقذوه ..

[[ ما عجبه إبليس رئيس المؤتمر ]]
فقال رجل آخر : نخرجه من مكة ، وننفيه منها ولا نبالي به أينما ذهب .
وهذا تفسير قوله تعالى: " يُخرجوك " . واعترض القوم وعلى رأسهم إبليس ، لأن الخروج من مكة هو رغبة النبي ، وربما ينزل عند أهل يثرب و تقوى شوكتهم .
قال أبو جهل : وما أكثر أبو جهل في زماننا !!! قال : نأخذ من كل قبيلة شابا قويا ذا نسب ، ثم يُعطى كل واحد منهم سيفا صارماً ، فيعمدوا إليه جميعاً ، فيضربوه ضربة رجل واحد ، فيتفرق دمه بين القبائل ، فلا يقدر بنو هاشم على حربهم جميعاً ويرضون بالعُقل .

( حيث إنهم في السابق لم يستطيعوا قتله بسبب قوة قبيلته عبد مناف ، ولم يكن الخطر كبيرا ، لكن اليوم أصبح الخوف من دولة إسلامية في يثرب ، لذلك هناك خطة جديدة ) [[ العُقل معناها الدية، وسميت بالعُقل لأنهم كانوا يعقلون الإبل، أي يربطوا ١٠٠ ناقة على باب صاحب الحق حتى يرضى ويعفو ]] فابتسم إبليس ، وفُضّ الاجتماع على هذا القرار الظالم ، والقتل هو لغة الظالمين إلى اليوم . وهذا تفسير قوله تعالى : " يقتلوك " .

لكن الله سبحانه وتعالى خبير بعباده ، فأنزل جبريل على محمد – صلى الله عليه و سلم – يُخبره بالمؤامرة ؛ ويرسم له خطة الخروج و الهجرة .
قال تعالى : {{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }}

وهُنا لفتة بلاغية في الآية تستوجب الوقوف :

- قرارات قريش : [[ يثبتوك ( يحبسونك ) ، يخرجوك ، يقتلوك ]]
- ترتيب الآية : [[ يثبتوك ( يحبسونك ) ، يقتلوك ، يخرجوك ]] فلماذا تأخر قرار الإخراج في الآية الكريمة ؟؟ حتى يعرف رسول الله - صلى الله عليه - عن الله عزوجل أن الله يختم بكلامه الحق والحقيقة : وهي أنك ستخرج وتهاجر يا نبي الله من مكة إلى المدينة ، ولن يستطيعوا إيذاءك .


نُتابع ... قال جبريل للرسول - صلى الله عليه وسلم - : لا تنم هذه الليلة في فراشك ، وانتظر حتى يكون وسط الليل ليكون الخروج .. وأخبره أن يجهز نفسه وسط النهار، فالمؤامرة كانت في الصباح ، وبعد أن ارتفع جبريل قام - صلى الله عليه وسلم - . . .

يتبع
( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )
_________