الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-20, 07:17 AM   #123
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (04:27 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 109 »
السيرة النبوية العطرة (( تجهيزات النبي - صلى الله عليه وسلم - للهجرة ))
________
أخبر جبريل الرسول – صلى الله عليه وسلم - بالمؤامرة ، وبعد أن ارتفع جبريل قام - صلى الله عليه وسلم - فتقنع بثوب [[ التقنع هو وضع الثوب على الرأس والالتفاف به من شدة الحر، و للتخفي والأخذ بالأسباب ]] .

وقيل إنّ التقنّع [[ خلوة صغرى بين العبد وربه ، وقد أكرم الله المرأة المحتشمة بهذه الميزة دون سائر البشر ، فيتجلى الله على قلبها ، فتشعر بالرضا والرحمة ، وتشعر بقرب الله منها وهي في قمة سعادتها ، بالرغم من المشقة أحيانا ، أنار الله طريقكنّ أيتها المحتشمات ، ولكنّ النور التام يوم القيامة بإذن الله ]] .

قام - صلى الله عليه وسلم - فتقنع بثوب ، واتجه - صلى الله عليه وسلم - إلى دار أبي بكر الصديق ليخبره. تقول عائشة رضي الله عنها :
أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها

[[ الهاجرة وقت الظهر والحر شديد ]] ، قالت : فلما رآه أبو بكر قال : بأبي وأمي أنت يا رسول الله، ما أتيت بهذه الساعة إلا لأمر حدث ؟

[[ أمر مهم ]] قالت : فلما دخل ، تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله على السرير وقال له - صلى الله عليه وسلم - : أخرج عني من عندك [[ أي أخرج من كان عندك بالدار ، يعني أريدك على انفراد كي أقول لك سرا ]] فقال أبو بكر : فداك أبي وأمي إنما هم إلا أهلك [[ يعني زوجتك عائشة وأختها اسماء ]] ما الخبر ؟

فقال : إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة . فقال أبو بكر : الصحبة يا رسول الله ؟! فقال له النبي : نعم . تقول عائشة : فأجهش أبو بكر بالبكاء ، فلا والله ما علمت أن أحدا يبكي من الفرح ، قبل أن رأيت أبي يبكي يومها .

وكان أبو بكر - رضي الله عنه - عندما أراد الهجرة وقال له النبي سابقا لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً ، قد أخذ يخطط ويستعد للهجرة ، فذهب و اشترى راحلتين ، وجعل الراحلتين عند رجل من المشركين ليرعاهما وهو

{{ عبد الله بن أريقط }} لأنه لو ترك الراحلتين عنده سيلفت الانتباه .
ثم قال أبو بكر : يا نبي الله ،إن هاتين راحلتان ، قد كنت أعددتهما لهذا اليوم، خذ واحده منهما ، فقال صلى الله عليه وسلم : ولكن بثمنها يا أبا بكر. فقال : هي لك . قال : بالثمن الذي اشتريتهما به . قال أبو بكر: نعم رضيت . فقال له النبي : وأنا قبلت . لماذا قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، إنفاق أبي بكر كله قبل ذلك ولم يقبل الآن إلا أن يدفع له ثمن الراحلة ؟؟

لأنه - صلى الله عليه وسلم - أحب أن تكون هجرته لله تعالى كلها من ماله ، فرضي الصديق ، وتم البيع . . .

رضي الله عنك يا أبا بكر الصديق ، يا من بذلت مالك في سبيل الدعوة إلى الله ، وعلى المستضعفين ، فها هو يعتق بلالا الحبشي ووالدته من يد المتغطرس أمية بن خلف ، وها هو يُعتق أيضا عامر بن فهيرة ، وغيرهم وغيرهم ... حتى إن قريشا قالت :
[[ والله ما أعتق أبو بكر بلالا ودفع هذا المبلغ الضخم إلا ليد كانت له عنده فيكافئه ]]... فأنزل الله تعالى في سورة الليل آيات بحق أبي بكر ردا على قريش . قال تعالى :


" وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى "

وما لأحد عنده من نعمة تجزى ، لم يكن لبلال يد عند أبي بكر فيكافئه ... هي المحبة في الله تفعل كل شيء .


يتبع . . .

" هذه مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - علموها لأبنائكم ، لأصحابكم ، لأقرب الناس إليكم ، انشروها فلكم الأجر ، وهي كفيلة أن تغير المسلم ، وتدخل النور إلى قلبه "

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )