لصورةِ الوَطنِ المشوَّهة
صباحُ الخير . .

أما بعد
فقد وددتُ لو أمسح عن ملامحكِ الشحوب
لو أَحمل شظايا عجوزٍ شمطاء انفجرت
لو أجمعها واحدة واحدة
ثم أدفن سينَيها في أقصى الشرق
ياؤها في أقصى الغرب
ألفُها في أبعَدِ نقطةٍ من الشمال
وتاؤها المربوطة . . تُعدَم،
كما أعدمت تلكَ العجوز أخيارَها.

وددتُ يا نسخةَ أرضي المشوهة
لو أكتُبِك
دونَ أن يتعثَّر قلمي بلُغمٍ تُخفيه وجنتاك،
دونَ أن أفقِد ساقَهُ،
فأفقد حرفي كسابقتها.

وددتُ لو أكتُبك فرحاً،
لو أَن لقلمي أن يركل وجعك
ويُطوِّح بكل مهيِّجٍ لمآقيكِ بعيداً،
لو أن لي أن أُعيد رسمكِ
فأُسوِّي اعوجاجَ فمك،
وأمحو تجاعيد جبينك والتَّرَح.

أنُسختُنا الرمادية
المُشرئبةُ أعناقُ الوجعِ المتزاحم على أبوابها إليها،
دعي عنكِ الصور البالية
وعودي خضراء
عودي وطناً.