ولندقق ونمعن النظر إلى " يا ناس" ذاك الأسلوب الإنشائي الطلبي بأداة النداء للقريب " يا " ذاك الإحساس من الفرحة جعله يشعر أن الناس جميعهم قريبين منه؛ لذا هم مدعوين للاحتفال معه إلى من سره وبلغ مداه عنان السماء يحلق ينثر فرحه،،، وكأنه يريد أخبار العالم كله بتلك الفرحة ،،، فرحة يراها ولو قُسمت على العالم كله لوسعته " ناس" ما أجمل تخصيص لفظ الناس هنا فلم يحدد جنس ولا نوع ولا شكل اللفظ القرآني الذي يوجه فيه الخطاب من قبل الله " عز وجل" للمؤمنين يُذكر وكذلك للكفار ،،، لكن عندما يوجه الحديث والخطاب للناس لا يعني تخصيص فئة محددة مثل سورة الناس " قل أعوذ برب الناس" ومثل " يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى" هنا الفرحة تعم وتسع الجميع رائع التعبير فنااان وبشدة ،،، " والله " أسلوب إنشائي غير طلبي نوعه: قسم هنا القسم جاء للتأكيد كما جاء يخبر إن تلك الفرحة لا تخص زمان ومكان بل تعم كل الأرجاء ،،، أما " قلبي اليوم بطير" استعارة فالقلب شُبه كطائر يحلق لأعلى مداه لبيان إن مقدار الفرحة كبير نقولها بتعابيرنا الدارجة" الفرحة مش واسعتني" للدلالة على مدى كبر تلك الفرحة ،،، رائع ،،، ونرى الإحساس الذي ولد الفرحة ليس كأي أحساس ،،، أحساس مميز خاص به جمالية وروعة "غالي " " و " عالي" جناس ناقص للدلالة إن تلك الفرحة متولدة من حاجة ليست بالعادية تتصف بالسمو ولا تقدر بثمن،،،
روعة روعة روعة هذا البيت كمعنى جمعت فيه صور بيانية ،،، أساليب إنشائية بنوعيها طلبي وغير طلبي ،،، ومحسن بديعي إبداااع