الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-20, 08:19 AM   #127
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:18 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 113 »
السيرة النبوية العطرة (( الهجرة : غار ثور ))
__________
توجه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى صاحبه أبي بكر ، وخرجا باتجاه جبل ثور وفيه غار ثور ، وهو في الطريق يقف على مشارف مكة ، وينظر إليها ويقول عليه الصلاة و السلام : {{ والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله عز وجل ، ولولا أني أُخْرِجت منك ما خرجت }} .

وتوجهوا إلى جبل ثور ، وسمي الجبل بهذا الاسم عند قريش [[ لأن من ينظر إلى الجبل من بعيد يراه كأنه في صورة رأس ثور ]] . وصعدوا إلى الجبل ، وهي مسافة كبيرة جدا [[ تحتاج لصعوده ثلاث ساعات ]] ، وهم يصعدون للجبل ، أنزل الله عليه آيات يطمئن قلبه :
{{ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ }}

وهي بشارة أنك ستعود مرة أخرى لمكة يا رسول الله . يقول أبو بكر الصديق : عندما وصلنا إلى غار ثور ، نظرت إلى قدمي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغار وقد تقطرتا دماً ، وكان الوقت ليلا ، فدخلت قبل رسول الله أستكشف المكان ،حتى لا يُصاب النبي بأذى. " جُزيت خيرا يا ورضي الله عنك " .

نعود لقريش . . . لم يجدوا محمدا في البيت ، فجن جنونهم ، وصرخ فرعون هذه الأمة أبو جهل ، واستنجد بقريش، وأخذوا يبحثون عنه في كل أجزاء مكة مستخدمين قصّاصي الأثر{{ خبراء آثار الأ قدام }} ،وينتهي الأثرعند جبل ثور ، اندهشوا !!! لماذا جبل ثور ؟؟ المهاجر من مكة للمدينة ، يجب أن يسلك جهة الشمال لأن المدينة تقع شمالا، ولكن جبل ثور يقع غرب مكة !!

[[ وكان هذا تمويها من رسول الله .. ومع ذلك فالأثر أخذهم إلى هناك ، فهم لا يكذبون أنفسهم ، فقد كانوا يعرفون الأثر لا على الرمال فقط ، حتى على الصخر ، يعرفون الأثر ]] .قالوا لخبير الأثر .. أين اتجه ؟ قال : ليس إلا إلى الجبل ، لم يأخذ يمينا ولا شمالا ، فالأثر من دار محمد ، إلى دار أبي بكر أثر واحد ، ومن دار أبي بكر إلى هنا ، أثر رجلين اثنين . فاشتعل أبو جهل من الغضب ، واتجه إلى دار أبي بكر لأن بيت أبي بكر أسهل من أن يصعدوا الجبل .

وقرع الباب بشدة !! تقول أسماء بنت أبي بكر : فتحت الباب ، وإذا أبي جهل يقف بالباب غاضبا ، قال : يا ابنة أبي بكر، أين ذهب أبوك ؟؟

قلت : والله لا أدري [[ وهي فعلاً في هذه اللحظة كانت لا تدري فبنات أبي بكر وحتى عائشة زوجة النبي لا تعلم أين يتجه النبي تلك الليلة ، إلا أنه خرج مهاجرا ... لكن جبل ثور هذا سر بين اثنين ]] . فعاد غاضبا بعد أن لطمها كما تقول بعض الروايات ، وقال لمن حوله :

اكتموها عني ( لأن هذا الفعل ليس من صفات رجولة العرب ) .

مكث الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكر ثلاثة أيام في الغار، وكان طعامهما من السّفرة التي أحضرها معه أبو بكر . فقد روى البخاري أن أسماء - رضي الله عنها - قالت - : " صنعتُ سفرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة. قالت: فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبي بكر: والله ما أجد شيئًا أربط به إلا نطاقي، قال: فشقيه باثنين فاربطيه : واحد بالسقاء وبالآخر السفرة، ففعلت. فلذلك سميت ذات النطاقين " .
[[ النطاق الحزام ، كان ثوب المرأة فضفاضا فتربطه بقطعة قماش على خصرها ]] .

ويُروى أيضا أن عامر بن فهيرة مولى أبي بكر كان يرعى غنم أبي بكر ، ويمحو بها آثار أقدام عبد الله بن أبي بكر الذي كان يتردد على الصاحبين ، وينقل لهما أخبار قريش. وكان عامر أيضا يُريح أغنامه عند الغار فيشرب الصاحبان من لبنها .
رجعت قريش وقررت صعود الجبل . . .

يتبع . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم