عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-20, 08:10 AM   #16
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:12 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة مثواكم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة (:



إخلاصُ العَملِ كيف يكونُ ؟

إخلاصُ العَملِ أنَّ العِبادةَ لا يُرادُ بها إلَّا وَجهُ اللهِ والدَّارُ الآخِرة .
لا يُرادُ بها الدُّنيا ؛ يعني لا يُصلِّي الإنسانُ لأجلِ أن يُمدَحَ ويُقال :
ما أقْوَمَه للصَّلاةِ ! ما أكثرَ صلاته ! وما أشْبَهَ ذلك .
بحيثُ يَجعلُ عَملَه خالِصًا للهِ عَزَّ وجَلَّ ، يُريدُ بهِ الثَّوابَ مِن عِنده .

بَعضُ النَّاسِ رُبَّما يَجتهِدُ في العِبادةِ ليُقالَ : إنَّ فُلانًا كثيرُ الصَّلاةِ ،
إنَّ فُلانًا كثيرُ العَمْرة ، إنَّ فُلانًا كثيرُ الحَجِّ ، إنَّ فُلانًا كثيرُ الصَّدقاتِ .
وهذا يُخِلُّ بالإخلاص . قال اللهُ عَزَّ وجلَّ : (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ )) البينة/5 . وقال اللهُ تعالى :
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) الذاريات/56 .

واللهِ لو تأمَّلَ الإنسانُ هذه الآيةَ لاتَّعَظَ كثيرًا .
ما خُلِقتَ إلَّا للعِبادة ( عَبادة الله ) !
ليش وجودُكَ في الدُّنيا ؟!
لتَعمُرَ الدُّنيا ؟!
لتبنِيَ القُصور ؟!
لتركبَ السَّياراتِ الفَخمة ؟!
لتُرَفِّهَ جَسَدَكَ ؟!
خُلِقتَ للعِبادةِ .
ومَن خُلِقَ للعِبادةِ ، ينبغي أن يَجعلَ عَملَه كُلَّه عِبادةً .

ولهذا كان المُوَفَّقونَ الكَيِّسُونَ يجعلونَ عاداتِهم عِبادةً ،
والغافِلونَ يَجعلونَ عِباداتِهم عادةً .

تَجِدُ المُوَفَّقَ - وأسألُ اللهَ أن يَجعلني ومَن سَمِعَ منهم - تَجِدُهُ إنْ أَكَلَ ،
يأكُلُ امتثالًا لأمرِ اللهِ ؛ لأنَّ اللهَ أَمَرَ بِهِ ، (( كُلُوا وَاشْرَبُوا )) .
ويَقصِدُ بالأكلِ حِفظَ بَدنِهِ ، وهو مأمورٌ بحِفظِ بَدنِهِ .
إنْ أَكَلَ يُريدُ الاستعانةَ بِهِ على طاعةِ اللهِ في التَّقَوِّي .
فيكونُ طعامُه الذي يتلذَّذُ بِهِ أكلًا وشُربًا ، يكونُ عِبادةً .

إنْ لَبِسَ يَنوي بذلك سَتْرَ عَورتِهِ وسَوْءَتِهِ عن النَّاسِ .
ثُمَّ يتذكَّرُ بهذا أنَّه كما يُحِبُّ أن يَستُرَ عَوْرَتَه الحِسِّيَّة عن النَّاسِ ،
فليَستُر عَوْرتَه المعنويَّةَ بالتَّوبةِ إلى اللهِ . ولهذا لَمَّا قال اللهُ عَزَّ وجلَّ :
(( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ )) - وهذا اللِّباس
الضروريّ - (( وَرِيشًا )) ، وهذا لِباسُ الجمال ، قال :
(( وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ )) الأعراف/26 . لِباسُ التَّقوَى ذَلِكَ خَير .
فإذا نَوَى واستحضَرَ بقلبِهِ عند اللِّباسِ هذا المعنى ، صار اللِّباسُ عِبادةً .

وهكذا يستطيعُ المُؤمِنُ المُوَفَّقُ الكَيِّسُ أن يَجعلَ مِن عاداتِهِ عِباداتٍ ،
والغافِلُ عِباداتُهُ عاداتٌ . اعتاد أنَّه إذا أذَّنَ المُؤذِّنُ يُصلِّي ،
واعتاد أنَّه إذا جاء رَمضانُ صام ، واعتاد أنَّه إذا جاء وَقتُ الزَّكاةِ تَصَدَّق ،
وهو في غَفلةٍ . ولهذا النِّيَّةُ لها مَدخلٌ عَظيمٌ في العِباداتِ .


جُزءٌ من فتوى للشيخ : محمد بن صالح العُثيمين - رَحِمَهُ اللهُ - .

ونبقى على تواصل ان شاء الله
تابعونا