الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-20, 07:47 AM   #129
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 115 »
السيرة النبوية العطرة (( الهجرة : سراقة بن مالك ))
______
رجعت قريش من غار ثور ، وكانت قد أعلنت جائزة كما قلنا :
[[ 100 ناقة في كل منهما ، لمن يردهما حيّان أو ميّتان ]] ، وأخذت قريش تبحث في كل مكان طمعا بالجائزة،والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس في الغار مدة ثلاثة أيام إلى أن خفّت حدة البحث ، فاطمأن النبي ، وقال لأبي بكر: انزل يا أبا بكر وأنظر موعد {{ عبد الله بن أريقط }} ،

حيث كانت الراحلتان معه. فنزل أبو بكر في اليوم الرابع ، واختبأ أبو بكر حتى ظهر عبدالله أولاً ، وكان أبو بكر يراقب المكان بحذر ، وكان الشرط أن يكون عبد الله دليلهم ، فلما تأكد منه قال :

انتظرني ها هنا . ثم غاب أبو بكر ورجع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم إليه أحسن الناقتين ، فركبها - صلى الله عليه وسلم - وأطلق عليها اسم {{ القصواء }} وهذه الناقة التي عندما دخل المدينة ، قال لهم - النبي صلى الله عليه وسلم- دعوها إنها مأمورة .[[ يعني الله يأمرها ]]

انطلقوا جميعا ، فلما كانوا على بعد قليل من مكة ، أبصر بهم رجل من بني مدلج سيد قومه، اسمه {{ سراقة بن مالك المدلجي }} ،

حيث كان سراقة جالسا بين قومه ، والكل يتحدث عن أخبار محمد ، والجائزة لمن وجده ، فجاء شاب لاهثا من السرعة قال: يا سراقة لقد أبصرت سوادا في طريق الساحل بين الثلاثة أشخاص أو الأربعة . يا سراقة ، لا آراهم إلا محمدا وأصحابه . يقول سراقة - وقد أسلم فيما بعد رضي الله عنه -: فأشرت له أن يسكت . ثم قلت : لا .. ليس محمدا وصحبه ، هذا فلان وفلان يبحثون عن ضالة لهم ...

[[ يعني اخترع قصة من عقله للتمويه ]] يتابع سراقة قوله : وشغلت القوم بحديث آخر، ثم خرجت من مجلسي ، وركبت حصاني بعيدا عن نظر القوم ، حتى وصلت إلى طريق الساحل فرأيت محمدا وصحبه ، فدنوت منهم حتى هممت أن أرمي برمحي ، فعثرت بي فرسي فألقتني عن ظهرها ، فقمت فزجرتها ثم ركبت على ظهرها ، حتى دنوت منهم وأصبحت أسمع قراءة محمد وهو يقرأ القرآن . قال : فساخت يدا فرسي في الرمال

[[ يعني نزلت بالرمل صار الرمل طري ونزلت لحد الركب]] قال :
وتوقفت فرسي في الرمال فعلمت أن الرسول ممنوع . فقلت : يا محمد ، أنا سراقة بن مالك وها أنا قد أدركتكم ، قف أكلمكم . قال : فسمعته يقول لأبي بكر ولم يلتفت ، قل له يا أبا بكر ... ماذا تبتغي منا ؟؟


[[ طبعا حصان سراقة غاص بالأرض ]] فقال أبو بكر : ماذا تبتغي منا ؟ قال : يا محمد قد علمت أن أمرك ظاهر [[ أي أن الله منعني أن أصل إليك ، علمت أنك مؤيد من الله ]] قال : فوقف واستدار . قال : نعم يا سراقة ؟

قلت : إن معي مالا وطعاما ، فقال النبي : لا حاجة لنا بمالك ولا طعامك . قلت : يا محمد إني على يقين بأن أمرك ظاهر وإني أعلم أنك دعوت عليّ وعلى فرسي حتى ساخت في الرمال ، فادع الله أن يطلقها وسأرجع ، ولن يأتيكم مني شر أبداً ، وهذا عهد بيني وبينك .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إن كان صادقاً فأطلق له فرسه .
قال : فنفضت يداها من الرمال . يقول سراقة :

ثم قال لي رسول الله ( وهذا القول ورد في العديد من الروايات )
[[ عمّ عنا الأخبار، وإن كانت قريش جعلت لك مئة ناقة من حمر النعم، فأنا أقول لك يا سراقة : لك سواري كسرى إن أنت وفّيت ]]. وهذه بشارة بأنّ الإسلام سينتشر و ينتصر على أكبر قوة في ذلك الزمن .

[[ سواري كسرى !! شيء عظيم شخص مطارد من قومه يبشر سُراقة بسواري كسرى !!! من يستطيع أن يصل لكسرى حتى يصل لسواري كسرى ؟؟ من يستطيع أن يملك كل ذلك الذهب ؟! من يستطيع أن يواجه أعظم قوة في بلاد الفرس ؟؟ إنها النبوة .. إنه الإسلام ]] .

يقول سراقة : فلم أكذبه ، ورجعت ، وكلما وجدت شخصا أقول له : كفيت هذا الوجه ارجع و ابحث في غيره .
ومضت الأيام ورحل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى، وولي الخلافة أبو بكر الصديق ورحل إلى الرفيق الأعلى ، ثم جاء عهد عمر بن الخطاب ، وفتحت المدن وانهزم كسرى على يد سعد بن أبي وقاص ، وأرسل التاج والسوارين مع الغنائم إلى عمر بن الخطاب ... وصلت إلى المدينة ووضعها عمر في المسجد النبوي ونظر إلى سواري كسرى ، بكى عمر .. وقال أين سراقة بن مالك ؟

قالوا : رجل كبير بالسن يلزم في بيته . قال : أحضروه . فجاء سراقة يتكئ بين رجلين من الصحابة حتى دخل المسجد النبوي . فقال له عمر: يا سراقة هذا وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك ، فأجهش سراقة بالبكاء حتى ابتلت لحيته ، ثم أعاد السوارين إلى بيت مال المسلمين .

اللهمّ بشّرنا بالنّصر على أعداء الإسلام ، و أرنا فيهم وفي كل ظالم عجائب قدرتك يا أكرم الأكرمين .

" هذه مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - علموها لأبنائكم ، لأصحابكم ، لأقرب الناس إليكم ، انشروها فلكم الأجر ، وهي كفيلة أن تغير المسلم ، وتدخل النور إلى قلبه "