أخي الكريم /
نحن هنا في مدرسة الحياة نتعلم ، وما نُشاهده ونسمعه
من بني جنسنا ما هي إلا عطايا دروس ، منها ما يكون درسا قاسيا ، ومنها ما يكون
بلسماً شافيا ، من هنا تعلمتُ _ ولا زلتُ أتعلم _ :

أن :
أكبر الجرائم التي يرتكبها أحدنا ...
حين يختزل كل الناس جميعا ليجعلهم
نسخة مكررة لذاك الذي خان العهد ...
وحرق خضراء حياتنا الماضية !...

لتبقى :
الناس معادن لا يمكننا جمعهم
في سلة واحدة .

فمن :
جرحك بالأمس ... سيأتي
من يُضمّد جراحك ... ويُنسيك بذلك
جراحك النازفة ...


ومن :
أبكاك بالأمس ... سيأتي من يرسم
البسمة في شفاهك الذابلة .

فلا :
تعقم الحياة أن تلد من يجعل
حياتك بساتين بظلال السعادة
وارفة .

وبأني :
لا زلتُ أُشعلُ للقريب مني
شمعة الأمل ...

وبالرغم :
من اشتعالي واشتغالي بذاك
الأمر ، انطفأ مني قبس
العطاء ... حتى بتّ أعيش
على قديد الصبر ... ولا أزل ...

فسارعتُ لتدراك الأمر ... وطرد اليأس
من سياج حياتي للأبد .


وتعلمت :
ألا أنتظر من يتمم لي الباقي
من نصفي ...

وأن أكون :
أنا المُكمّل لذاتي ... والباقي اجعله اضافة
لا تتوقف الحياة إن لم يأتني... وإذا ما أتى وعنّي
قد شاح بوجهه ولم تُعقِب ... فلن ينكسر من ذلك جناحي ...
لأعيش العُمر في انحسار واندثار .



دمتم بخير ...