الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-20, 08:10 AM   #131
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:43 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 117 » ( الجزء الأخير من العهد المكّي )
السيرة النبوية العطرة (( وصف أم معبد للرسول - صلى الله عليه وسلم -))
__________

فلما رأى أبو معبد اللبن في البيت ، قال مستغربا : من أين هذا اللبن يا أم معبد وليس لكم في البيت حالب ولا حلوب ؟ !!!

قالت : أما والله لقد مر بنا رجل مبارك قد حلب الحائل ، انظر إلى الشاة !! فنظر إلى الشاة!!! فإذا ضرعها ما زال ممتلئا بعد كل هذا الحلب !!! وقف أبو معبد مصدوما وقال : يا أم معبد ، صِفيه لي يا أم معبد.[[ أعطيني أوصافه ]] ...الآن ستصف أم معبد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصفا يعجز عنه أصحاب العلم واللغة تقول أم معبد :

قالت : رأيت رجلا ظاهر الوضاءة: [[ حسن الثياب والنظافة ]] أبلج الوجه : [[ وجهه مشرق ، له بهجة عندما تنظر إليه ]]
حسن الخلق لم تعبه ثجلة :
[[ يعني ليس نحيلاً ، ولا ضخم البطن ،معتدل الجسم صلى الله عليه وسلم ]] ولم تزربه صلعة : [[ رأسه ليس فيه أي عيب ليس بالصغير ولا الضخم ]] وسيما قسيما : [[ حسن الوجه جميل مضيء .. قسيم يعني رجل مقسم الوجه يعني جميل كله فكل موضع من جسمه أخذ قسم من الجمال ]] في عينيه دعج :[[ عيناه - صلى الله عليه وسلم - فيهما شدة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها ]]

وفي أشفاره وطف : [[ الرموش طويلة ولها وطف يعني من طولها لها انعطاف في أطرافها ]] في صوته صحل : [[ البحة يعني صوته ليس حادا ، صوته فيه قوة وصلابة فيه البحة الرجولية ]] وفي عنقه سطع كأن عنقه إبريق فضة . [[ رقبته فيها ارتفاع وطول ساطعة بيضاء منيرة ما عليها شوائب ، كأن عنقه الفضة من شدة نقائه وصفائه ]]

وفي لحيته كثاثة : [[ لحيته ليست طويلة ولا قصيرة ولكنها كثيفة ]]
أزج : [[ أزج حواجبه لها تقوس وطول بطرفها رقيق ]]

إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء :
[[ إذا سكت سكوته له وقار .. وإن تكلم سماه وعلاه البهاء ]]
أجمل الناس وأبهاها من بعيد ، وأحلاها وأحسنها من قريب .
[[ عندما تراه من بعيد تراه جميل وحسن وكلما اقترب منك يزداد جمال ]]
حلو المنطق ، فصلاً ، لا هذر ولا نزر :

[[ يعني لا يسرع في الكلام ، حتى لا تدخل كلماته ببعضها ، بل كلامه مفصل بين الكلمة والكلمة ، وهو ليس بكثير الكلام من غير فائدة ]]

كأن منطقه خرزات نظم ينحدرن :[[ فصيح اللسان متزن بكلامه ]]
ربعة : [[ يعني ليس بطويل زيادة ولا قصير ]]

لا تشنوه من طول ولا تقتحمه عين من قصر : [[ يعني من يراه لا يستصغره بعينه لطول زائد أو قصر زائد ]]

كأنه غصن شجرة بين غصنين . [[ تشبه صلى الله عليه وسلم بغصن جميل بين غصنين قصدها أبو بكر وعامر بن فهيرة أجمل واحد بالثلاثة وأكثرهم قدراً ]]
له رفقاء يحفون به .. إن قال سمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره : [[ يعني تسابقوا لطاعته ]] محشود : [[ عندما يتكلم يقفوا أمامه ويتأهبوا لأمره ]] محفود : [[ أصحابه يخدمونه بكل حب وإخلاص ]]

لا عابس : [[ بشوش ]]
ولا مفند :[[ لا يقابل أحدا بما يكره ، وقيل أيضا : كلام فيه فائدة ]]

صلى الله عليه وسلم

قال البيهقي في الدلائل وغيره من أهل السند :
كثرت غنم أم معبد ،حتى أحضرت بعضا منها إلى المدينة، فمر أبو بكر رضي الله عنه فرآها ، فعرفه ابنها لأم معبد قال : يا أمي ، هذا الرجل الذي كان مع حالب الحائل [[ هكذا أصبح اسمه عندهم حالب الحائل ]] فقامت إليه ، قالت: يا عبدالله مَن الرجل الذي كان معك ؟
قال لها : ألا تعلمين ؟
قالت : لا ، إلا إنه حالب الحائل . فقال لها : هذا رسول الله محمد بن عبدالله . قالت : أدخلني عليه ، فداه أبي وأمي . قال : فأدخلتها . فاستقبلها - صلى الله عليه وسلم - أحسن استقبال ،وأطعمها - صلى الله عليه وسلم - وأكرمها وأعلنت إسلامها رضي الله عنها وأرضاها .

الكلام الآن على لسان الكاتب :

وبهذا أكون قد ختمت السيرة {{ العهد المكي }} ،
بكل ما في هذا العهد من آلام و معاناة ، وبشارات فرح أحيانا ، وبفضل الله - عزوجل - عشنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته في مكة ، لحظات لا تنسى ، وللأمانة قد اختصرت الكثير من الأحداث و الكلام ، ولكن ما قدمته كان كافياً ليعزز الإيمان في قلوبنا بإذن الله .

هذه مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - علموها لأبنائكم ، لأصحابكم ، لأقرب الناس إليكم ، انشروها فلكم الأجر ، وهي كفيلة أن تغير المسلم ،وتدخل النور إلى قلبه ، فالله يعلم أني كتبتها ، من قلبي المغرم بالحب لرسول - الله صلى عليه وسلم - وما خرج من القلب لا يصب إلا في القلب ، لا أريد جزاء ولا شكورا . ورحم الله معلمينا الخير، وكل من بذل جهدا ليوصل لنا سيرة نبينا - صلى الله عليه وسلم - ولا ننسى الدعاء لشيخي الف


اضل {{عبدالقادر الشيخ }} رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، الذي تعلمت على يديه السيرة النبوية ، والذي كان يقول لنا دائما : {{ السيرة للتأسي لا للتسلي }} .

. . . و الآن أمامنا مشوار طويل في العهد المدني
الفاصل بين العهد المكي ... والعهد المدني سيكون لوصف النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ننتقل للعهد المدني ، وكيف كانت يثرب قبل أن يدخلها - صلى الله عليه وسلم - عبارة عن مشاكل متراكمة من الصعب حلها ، فلما دخلها - صلى الله عليه وسلم - أنارت المدينة المنورة ، وزالت مشاكلها .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______