عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-20, 07:16 PM   #1
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (12:50 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

Icon1 لا أحد يعلم ( قصة واقعية ) ..



لا أحد يعلم بالحقيقة، بالفراغ، بالضياع الذي نعيشه ..



القِصة مقتبسة من واقعة حدثت في اليابان في ثمانينات القرن الماضي، واسمها " قضية أطفال سوغومي الأربعة المتخلى عنهم "، حيث تم تغطية القضية بكثافة من الإعلام الياباني والعالمي في ذلك الوقت، ثم تم تصويرها كفيلم عام 2004 ..



- القصة الحقيقية :

أربعة أطفال من أربع أباء مختلفين كانوا مُجرد عاشقين للأم ولم تسجل لهم شهادات الميلاد، أصغر طفلة فيهم لا تتجاوز السنة من عمرها، تركتهم أمهم في رعاية أخيهم الكبير لتذهب مع عشيق جديد تعرفت عليه مؤخرًا في عام 1987، في شهر إبريل من عام 1988 ماتت أصغر الأطفال بسبب عنف صديق الأخ الأكبر عليها، وفي شهر يوليو من نفس العام وبعد بلاغ من صاحب المبنى الذي يقطنون به، دخلت الشرطة رسميًا الشقة لتجد ثلاث أطفال يعانون من سوء التغذية الشديد، أكبرهم عمره (14 سنة) الوسطى عمرها (7 سنوات) والصغير عمره (3 سنوات)، المعلومات التي أدلى بها الأطفال كانت مشوشة بسبب سوء التغذية ونوعية الطعام الذي كانو يتناولونه طيلة الفترة الماضية. سلمت الأم نفسها للشرطة في يوليو 23 وفي إعترافاتها أوضحت أنها تركت الأطفال لتسعة أشهر لوحدهم ولا أحد كان يعلم بمكان الطفلة الصغيرة الذي ماتت، وفي يوم 25 من يوليو إعترف الأخ الأكبر أن صديقه قتل اخته الصغيرة، وانه دفنها بحقيبة السفر في ****** بمساعدة صديقيه، تم إرسال اصدقائه فيما بعد إلى اصلاحية لتورطهم في مقتل الطفلة الصغيرة وكانت ستتم محاكمته مثلهم نظرًا لتورطه في الأمر، ولكن المحكمة أخذت في الإعتبار الظروف التي عايشها، فتمت احالته لمركز عناية. وفي أغسطس عام 1988، تم محاكمة الأم على هجرها لأطفالها لمدة ثلاث سنوات ولكن تم تأخير تنفيذ الحكم لأربع سنوات أما الأطفال فقد عاشوا في مركز رعاية الأطفال في هذه الفترة. وبعد أن خرجت الأم من السجن طالبت بإرجاع الحضانة، رفض الأبن الكبير العيش معها أما الفتاة فكانت قد أتمت عمر 11 سنة " عمر التمييز " وسئلت في المحكمة عن مكان العيش فإختارت أخاها، أما الأصغر أصبح عمره 10 سنوات وهو في حضانة أمه حتى يبلغ الثانية عشر تحت إشراف مركز رعاية الأطفال.



- القصة في الفيلم :

تم إصدار فيلم عن القصة تختلف قصة الفيلم عن القصة الحقيقة التي حدثت، فالمخرج آثر الإبتعاد عن التراجيديا والواقعية السوداوية، وحول مسار الفيلم بطريقة فنية مبتكرة ليجعله أقرب لليوميات، فنرى في البداية، الأم تأتي لتستلم الشقة التي استأجرتها وهي تسحب بصحبة ولدها الكبير بعض الحقائب الكبيرة، وتفتحها وهي سعيدة في الشقة لنجد داخلها طفليها الصغيرين، ثم ترسل ابنها ليأتي بإبنتها من محطة القطار، فهي قد قالت لصاحب البناية أنها لا تملك سوى طفلاً واحد وأن زوجها في رحلة عمل !. شخصية الأم بالفيلم شخصية غريبة، فهي حنونة على أطفالها، ولكنها لا تعاملهم كأم، فمعاملتها لهم أقرب بمعاملة الصديقات، تخرج وتذهب لتسهر ثم تعود متأخر وهي تفوح برائحة الخمر وقد اعتادوا أطفالها على تصرفاتها ولكنهم يحبونها!. تتكلم مع ابنها الكبير وكأنها صديقته ونراه أشد تعقلاً وفهمًا للأمور منه، للوهلة الأولى تبدوا علاقة جميلة وطيبة، ولكن عند التدقيق نجد أن الأمور معكوسة وعلاقتهم العائلية غريبة وشاذة!. ترحل الأم عن منزلها تاركة بعض الأموال ورسالة توصي فيها ابنها الاكبر على أخوته واعدة اياه بالعودة قريبًا، ونجد المخرج يركز على مشاعر الأطفال والأيام الطويلة التي يعيشونها ، فلا دراسة ولا طعام صحي ولا ملابس نظيفة، مجرد حلقة مفرغة من الساعات اليومية وقائمة الممنوعات التي املتها عليهم والدتهم، تتطور الأحداث في الفيلم ببطء لتترك في زوبعة من المشاعر المختلطة وربما تدمع عينيك على نهايته المفتوحة والمألومة، شخصيًا أحببت الفيلم كثيرًا، فيلم جميل ونظيف تمامًا من أي مشهد إباحية، أنصح به.

- إسم الفيلم : لا أحد يعلم.



 

التعديل الأخير تم بواسطة أعيشك ; 12-16-20 الساعة 07:27 PM