عن تلكم الثقافة _ ثقافة الزعل _ :
أختي الكريمة /
من يمخر عُباب هذه الحياة يجد تلكم الشطحات _ ولا نستثني أنفسنا منها _ !
الكثير من المشاهدات تسوقنا إلى استنتاج نتيجة واحدة ،
بأن الكم المعرفي والثقافي _ لدى البعض منا _ لن يكفل ويتكفل بأن يكون صاحبه في منأى من الوقوع في مطبات ردات الفعل ! لأن الطبيعة البشرية
جامحة ، ولا يوقفُها قيد بسهولة !
لهذا نجد ردات الفعل غالباً ما تكون نهايتها الانعتاق من ربقة التفهم
، والركون للتعقل من بداية الأمر !
عن ذلك اللجوء للزعل :
يختاره من يُحاول به كسب التعاطف _ إن كان مع صديق _ ومحو
الخلاف بطريقة الانفصال ، لتكون هنالك مساحة لإعمال الذاكرة ،
وإعادة شريط الذكريات الجميلة التي جمعتهم معا ،
ليكون الاشتياق هو رسول تجاوز الخلاف ، والعودة لحضن اللقاء .
" هذا في حال القريب منا " .
أما مع من هو لا نقترن بهم إلا بذلك العبور الخاطف ، واللقاء
بتلكم الكلمات ، وذلك الحوار العابر ،
فالبعض يلجأ لذاك الزعل محاولا
الفكاك من حبل المأزق إذا ما انهالت علىه مقامع الصواب ، لتدك بوقعها
رأس الخطأ لديه !
ما أميل إلية _ فيما يتعلق بإدارة الزعل _ :
بأن يكون _ الزعل _ وسيلة لمراجعة الذات ، وترك مسافة بسيطة ،
للخروج من ذلك الاحتقان الذي يتخلل أي حوار ،
من غير أن يُترك الأمر يمتد مداه ، كي لا يتخلل تلكم الفترة
وساوس الشيطان ، ويكون منه استقطاب الحزازات ،
فيكون الفراق هو النتيجة ، وذاك الفناء !
همسة :
اياكم وأن تتركوا للخلاف انياب ومخالب ، فتُمزق اوردة المحبة
التي تكتنف شغاف قلوبكم ، وأن تكون المبادرة بالاعتذار وتوضيح الأمر ،
كي تقطعون حبل الشيطان ، وبذلك تحفظوا وتحتفظوا على من توجتموهم
على عرش المودة ، وتملكوا منكم بذاك كُل جَنَان .
دمتم بخير ...