الموضوع: ثقافة الزعل ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-20, 08:27 AM   #10
الفضل10

الصورة الرمزية الفضل10

آخر زيارة »  03-08-24 (09:43 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قيثارة مشاهدة المشاركة
* ثقافة الزعل *

مشكلة كثير من الناس انه يترك وسائل تعبيرية كثيرة ويختزل ردة فعله دائماً *بالزعل*
تجدهم يملكون *نضجاً عقلياً*
ولكن وللأسف لا يملكون *نضجاً انفعالياً*
فيتعاملون مع المواقف التي تغضبهم بطريقة لا تليق بعقولهم الناضجة
فالزعل هو ردة الفعل الوحيدة لأتفه المواقف...

البعض لا يعبر عن احتياجاته بشكل مباشر *فيلجأ إلى الزعل*
لكي يلهث الآخر في *البحث عما ينقصه من احتياجات !؟!*
والبعض *يفتعل الزعل* لأي سبب كي يهرب من الخطأ الذي ارتكبه!؟!
والأعجب مَن *يصطنع الزعل* ليحصل على شهوة الاسترضاء !؟!

إننا بحاجة إلى إعادة صياغة الثقافة التي نتعامل بها مع خلافاتنا
وأن نرفع من اللياقة النفسية بتحجيم الزعل في حياتنا إلى حدوده الدنيا...

إنّ أسوأ الأحباب من يجيد فتح ملف الزعل ولا يجيد اغلاقه ،،
فالمدد الطويلة لهذه الحالات من الهجر تتغذى على جمال أرواحنا
وتفتك بابتسامات نفوسنا، وهنا مكمن الخطر

من الأجدى والأولى أن نحرق الصفحات السوداء فور انتهاء حالة الزعل..
إياك أن تُخَزِّن هذه الصفحات في ملف تفتح ارشيفه مع كل حالة زعل جديدة..
إن المبادرة لإنهاء حالات الخصومة دلالة على اتساع القلب وقوة الحكمة
وليست مؤشراً على ضعف الشخصية وامتهان الكرامة..

لا تخسر أجمل علاقاتك بأسباب تافهة..
وتأكد بأن الجميل سيرحل إن لم يجد الاحتواء الذي يرجوه ..
والصبر وإن طال سينفد ..
والحياة لاتتوقف على أحد ..
من بادرك بتقبيل رأسك معتذرا فبادر بتقبيل يده شاكرا

((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)).
((فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)).
((فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)).

الدنيا أقل وأقصر وأحقر من أن نجعلها سبباً في تكدير شخص نحبه.

عن تلكم الثقافة _ ثقافة الزعل _ :
أختي الكريمة /
من يمخر عُباب هذه الحياة يجد تلكم الشطحات _ ولا نستثني أنفسنا منها _ !

الكثير من المشاهدات تسوقنا إلى استنتاج نتيجة واحدة ،
بأن الكم المعرفي والثقافي _ لدى البعض منا _ لن يكفل ويتكفل بأن يكون صاحبه في منأى من الوقوع في مطبات ردات الفعل ! لأن الطبيعة البشرية
جامحة ، ولا يوقفُها قيد بسهولة !

لهذا نجد ردات الفعل غالباً ما تكون نهايتها الانعتاق من ربقة التفهم
، والركون للتعقل من بداية الأمر !

عن ذلك اللجوء للزعل :
يختاره من يُحاول به كسب التعاطف _ إن كان مع صديق _ ومحو
الخلاف بطريقة الانفصال ، لتكون هنالك مساحة لإعمال الذاكرة ،
وإعادة شريط الذكريات الجميلة التي جمعتهم معا ،

ليكون الاشتياق هو رسول تجاوز الخلاف ، والعودة لحضن اللقاء .

" هذا في حال القريب منا " .

أما مع من هو لا نقترن بهم إلا بذلك العبور الخاطف ، واللقاء
بتلكم الكلمات ، وذلك الحوار العابر ،

فالبعض يلجأ لذاك الزعل محاولا
الفكاك من حبل المأزق إذا ما انهالت علىه مقامع الصواب ، لتدك بوقعها
رأس الخطأ لديه !


ما أميل إلية _ فيما يتعلق بإدارة الزعل _ :
بأن يكون _ الزعل _ وسيلة لمراجعة الذات ، وترك مسافة بسيطة ،
للخروج من ذلك الاحتقان الذي يتخلل أي حوار ،

من غير أن يُترك الأمر يمتد مداه ، كي لا يتخلل تلكم الفترة
وساوس الشيطان ، ويكون منه استقطاب الحزازات ،
فيكون الفراق هو النتيجة ، وذاك الفناء !

همسة :
اياكم وأن تتركوا للخلاف انياب ومخالب ، فتُمزق اوردة المحبة
التي تكتنف شغاف قلوبكم ، وأن تكون المبادرة بالاعتذار وتوضيح الأمر ،
كي تقطعون حبل الشيطان ، وبذلك تحفظوا وتحتفظوا على من توجتموهم
على عرش المودة ، وتملكوا منكم بذاك كُل جَنَان .


دمتم بخير ...