عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-20, 09:51 PM   #1
الفضل10

الصورة الرمزية الفضل10

آخر زيارة »  03-08-24 (09:43 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي " حوارات حول الابتزاز العاطفي "



لا نزال نتنفس الحياة ونتهادى بين جنباتها ، نقارع ما يكتنفها وينتابها من غربة روح وبعد جسد ،
فبينما كان الوصل نتقاسمه بين من نبدد بهم ذاك الضيق والأدواء ،
نشكو لهم ما حضر ووقع في كياننا ووجداننا من رزايا ثقال ،
قد أثقلت كاهل صبرنا وعزمنا ، لتكون السكينة بمواساتهم ،
والمسح على قلوبنا بكلمات التشجيع والإطراء منهم ،

ليتبدل الحال للنقيض !
فبعدما كان ذكرهم لنا دواء أصبح هو الداء ،
وبينما كان التواصل معهم سر الحياة ، بات بعدهم عنا
فيه معنى الهناء !


السعادة :
هي التي يسعى إليها ويخطب ودها كل الأنام ، ويُسعى لنيلها ولو بذلوا من أجلها كل غالٍ ورخيص ،
ومن فروعها تلك المشاعر التي تُمنح من غير مقابل ، بل تكون عن طيب نفس
لمن تربع على عرش القلب ، وفيه بات ساكن .


وليس هنالك أعظم من أن تكون تلك المشاعر أداة ضغط وابتزاز من قبل من أهديناهم عزيزها وعظيمها ،
لأنهم يعلمون مدى الكم الهائل من المعزة والمحبة ، وأن الحياة من دونهم ليس لها طعم ولا لون !

يريدون منا أن نجري خلفهم ، نتوسل إليهم نُصرّح ونصدح بصعوبة الحياة من دونهم .
لنبقى بعدهم بين حالين نتقلب بين حديهما :

- الحاجة لتلك المشاعر المتبادلة التي كنا نعزف على لحن حروفها .
و- بين الفراغ الذي أحدثه بعدهم عنا .


عندما نبث الشكوى لأحدهم يقول :
لا يستحقون هذا الذي أصابك من قبلهم !
تذكرهم وهم قد جعلوك في طيات ماضيهم ،
تتقرب منهم وهم يبتعدون عنك ،
تتودد إليهم وهم يقابلون ذاك بالجفاء
ويُشيحون عنك وجوههم !

في بعض المرات نلوم أنفسنا لأننا نحن من كان السبب في كل ذاك !
حين أفردنا لهم الحب وأغرقناهم به ، حتى جعلناهم من ذلك
يعظمون في أعينهم ونفوسهم ليكون منهم ذاك :

الغرور
و
البعد
و
الجحود !

تنتشينا وتناغينا بعض الوشوشات التي بها نُسّكن ما فينا أن الحياة
لن تتوقف في بعدهم ، وإن كنا تعودنا قربهم ووصلهم .
نحاول عبثا طردهم من واقعنا من تفاصيل حياتنا ،

ولكن نفشل في كل مرة !
فطيفهم يتعاهد على زيارتنا
ليفرضوا بذاك أنفسهم علينا !