قال :
هي المشاعر تقودنا عندما لا نملك زمام قيادتها , ومن يسكن في النفس سيتحكم فيها ويقلب مشاعرها !!
لا سبيل بأن نفك قيد من يقيدنا إلا بالهروب ممن نحب ونهوى ، وهي معادلة ليس لها خيارات عديدة وعلى الطرف أن يقرر بأن يكسب نفسه أو يخسرها.
قلت :
ففي غالب الأحيان _ وهو الذي يقع فيه غالب الأنام _
يكون فيه الإنسان لا يملك زمام أمر مشاعره ،
لكونها تتسلل من غير استئذان ،
يدفعها ذاك الذي حرّك في القلب نبضه ،
وماعصف في العقل أمره ،
يسبل على ذاك الضيف ثوب حسن الظن ليكرم ضيافته ،
ويحسن وفادته ، وبذاك ومن ذاك يقوم على خدمته ،
حتى يطول بذاك المقام ليستوطن في القلب والوجدان ،
ليكون بعده التشبث والحرص على بقاءه ،
فلا يستطيع من ذاك طرده من ذهنه !
حينها يتغاضى عن طيش ما يلقاه منه ،
لكونه لا يعرف للحياة معنى بغيره ،
يصبر على ضيمه وهجره ،
يحتسب كل ما يناله من أجله ،
على أمل الاستقرار ، والبقاء على عهده !
يستنزف بذاك دم الكرامة ،
ويسفك من أجل ذاك ماء وجهه
ليتجنب الملامه !
الهروب :
ذاك الهروب لا يكون غير الهروب للأمام ،
إذا ما كان حبه لذاك المجافي يفوق التصور والخيال ،
وكما أنهيت به تعقيبك :
يبقى الأمر معقود ومرهون بيد ذاك المبتلى ؛
أيمسكه على هون ؟!
أم يدس حبه له في
تراب التناسي والاغتراب ؟!